خبر
علمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصدر موريتاني مطلع أن طائرة مسيرة تابعة للقوات المسلحة الملكية قصفت، ليلة الثلاثاء-الأربعاء، سيارتين تابعتين لمنقبين موريتانيين عن الذهب دخلتا إلى المنطقة العازلة في الصحراء، على بُعد 55 كيلومترا من مقاطعة “فديرك” الموريتانية الواقعة في ولاية تيرس زمور الحدودية.
وأفاد المصدر الذي تحدث إلى هسبريس بأن “القصف لم يسفر عن أي ضحايا”، مشيرا إلى أن “المنقبين الموريتانيين الذين كانوا على متن السيارتين اللتين اخترقتا الحدود، فروا منهما بعد سماع صوت المسيرة التابعة للجيش المغربي”.
ويشكل موضوع اختراق الحدود المغربية-الموريتانية من قِبل المنقبين الموريتانيين هاجسا كبيرا بالنسبة لنقابات التعدين الأهلي وكذلك السلطات في هذا البلد المغاربي؛ فقد سبق لهسبريس أن علمت من مصادر نقابية موريتانية أن “نقابات قطاع التعدين تستعد لعقد اجتماع مع السلطات من أجل تدارس إقرار عقوبات زجرية رادعة في حق المنقبين الذين يتجاوزون الحدود”.
ورفع الفاعلون النقابيون في هذا القطاع مطالب إلى السلطات العليا في العاصمة نواكشوط لبناء جدار رملي وإقامة نقاط تفتيش تابعة للجيش الموريتاني لضبط تحركات المنقبين على طول الحدود المفتوحة مع المغرب، وكبح تسلل عناصر جبهة البوليساريو إلى داخل الأراضي الموريتانية.
وكان محمد محمود ولد الحسن، رئيس الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين، قد صرح لهسبريس بأن “استمرار مغامرات المنقبين المحليين على الحدود يسبب إحراجا كبيرا للحكومة في نواكشوط، التي حثت أكثر من مرة هؤلاء المنقبين على احترام السيادة الترابية واقتصار أنشطة التنقيب على الأراضي الموريتانية”، معتبرا أن “الفقر والبطالة، إضافة إلى الفتاوى الشرعية التي لا تعترف بوجود حدود بين البلدان الإسلامية، من بين العوامل التي تفسر انخراط المنقبين في مثل هذه المغامرات غير محسوبة العواقب”.
نقلا عن موقع جريدة هسبريس الإلكترونية.
وتعليق:
في مجال اختراق الحدود المغربية من وجهة نظر المخزن المغربي، فلا تساهل مع المنقبين فالمغرب هنا دولة ولها جيش ولها مسيرات، وتقودها الأسود، ومن يقتحم من النافذة تكسر رجله، كما قال أحمد أبو الغيظ ذات مرة، مهددا الفلسطينيين الذين اخترقوا الجدار الحاجز بين فلسطين وسيناء.
المفارقة أن المخزن المغربي ودود وهادئ ويتمتع بأعلى درجات ضبط النفس إذا تعلق الأمر بالأمر الواقع في المدن المحتلة مثل سبتة ومليلة، أو تعلق الأمر بأسر اخوتنا الجنود المغاربة من أرض جزيرة ليلى في استعراض مثير للقوة من المحتل الأسباني، ومن حينها لم نسمع بمحاولة بطولية لرد الاعتبار لجنودنا الذي أسروا بشكل حزين دون رد واضح وعلني ملموس من المخزن.
من هنا كان من المتوقع أن يضبط المخزن المغربي سلاحه الفتاك ويحدد في عقيدته العسكرية هدف سلاحه و تسليحه ويميز الصديق من العدو، خاصة أنه هنا يحتل أرضا عربية بمنطق القوة، ولا شيء غير القوة.
لقد أسرف المخزن المغرب في قتل الموريتانيين بمنطق الغاب، وشجعه على ذلك سكوت الجهات الرسمية التي ربما لم تستوعب السلوك المتغطرس للمخزن المغربي، ضد عزل مسالمين يسبحون في الفلوات بحثا عن لقمة عيشن ولم تصدر منهم إساءة أو مضرة للذئب في فلواته.
سيكون منطقيا إطلاقكم النار على من يستهدف المحميات المغربية، أو من يقتحم عليكم عنوة، وأحسن من ذلك توقيف لطيف لمن يعبر حدود موريتانيا، سواء في اتجاه الأرض التي تحتلونها، أو أرض المغرب الحبيب، وعندما تتأكدون من هويتهم ودافعيتهم للدخول إليكم، تردونهم ردا حسنا معززين مكرمين لبلدكم الثاني موريتانيا، فهذا مايقوله العقل وتقتضيه الجيرة والإسلام.
أما العادة التي سلك المخزن المغربي خلال السنوات الماضية، فتعني أننا أمام عودة المنطق القديم:
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ
لو أراد الموريتانيون لأغلقوا معبر الكركارات المحتل في وجه التجارة المغربية، ولمنعوكم الوصول لأفريقيا على اعتبار أنكم قوة احتلال تمرون من معابر محتلة، ولايحتاج الإجراء لأي سبب.
فكيف والمخزن يثخن في استهدافه لعابري السبيل من أبناء موريتانيا.
إن منطق الغاب واستئساد المغرور بقوته ضد الضعيف لهو أمر مستغرب وغير مفهوم، والرسائل في هذا الجانب لم تفهم، " الرقم غلط"