زيارة إلى أوزبكستان والمشاركة في مؤتمر الإمام البخاري بسمرقند أكتوبر 1993م
مشروع تجديد وتوسعة مسجد الإمام البخاري:
كان مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية قد تبنَّى مشروعًا مهمًّا، ولكنه بعد أن مشى خطوات طيِّبة أصيب بما عطّله عن النجاح، وهو مشروع «تجديد وتوسعة مسجد الإمام البخاري وبناء معهد علمي بجواره». وذلك بولاية سمرقند من جمهورية «أوزبكستان» التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي، وقد استقلّت حديثًا، وإن بقي حكامها الشيوعيون كما هم، على غير ما حدث في أوربا الشرقية، في رومانيا وبولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا وغيرها، التي حرصت أمريكا وحلفاؤها على أن يغيِّروا أنظمة الحكم فيها، ويحوِّلوها إلى بلاد ديمقراطية، يختار الناس فيها حكامًا غير الحكام القدامى. ولكنهم لم يفعلوا ذلك في الجمهوريات الإسلامية؛ خشية من بروز تيار إسلامي، يكتسح هؤلاء الشيوعيين، ويرث الأرض من بعدهم، فآثروا أن يظل الشيوعيون على احتمال أن تجيء الديمقراطية بالإسلاميين.
تفاهم إدارة مركز أكسفورد مع رئيس جمهورية أوزبكستان:
ومع هذا تفاهمت إدارة المركز مع رئيس الجمهورية «إسلام كريموف» على إقامة هذا المشروع، على اعتبار أنه يحسِّن صورتهم عند المسلمين، وهم لن يتكَّفوا فيه شيئًا، بل على المركز أن يجمع التبرُّعات من بلاد الخليج ومن العالم الإسلامي كله، ولا سيما أنه مرتبط باسم «الإمام البخاري» الذي له دَيْن على المسلمين جميعًا بخدمته للسنة بكتابه «الجامع الصحيح»، الذي هو أصح كتاب في الإسلام بعد كتاب الله.
مؤتمر الإمام البخاري:
وقد رأت إدارة المركز: أن تبدأ هذا المشروع بإقامة مؤتمر عن «الإمام البخاري» يتَّسع فيه المقام للحديث عما قدَّمه البخاري للأمة الإسلامية من كتب في الحديث وعلومه: أعظمها: «الجامع الصحيح»، وكتبه في تاريخ الرجال، ومنهجه الذي تميز به، وفقهه الذي وضعه في مصاف المجتهدين الكبار.
ودُعِي إلى ذلك عدد من كبار العلماء، ولا سيما المشتغلين بعلوم السنة، وعلى رأسهم رئيس مجلس أمناء المركز الشيخ أبو الحسن رحمه الله، ومنهم العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والأستاذ الدكتور محمد ناصر الدين الأسد، والفقير إليه تعالى.