نسائم الإشراق الحلقة رقم (1655) 27 يوليو 2021م،16 ذو الحجة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (687)

صلاة الجمعة في طشقند:

وقد أدركتنا الجمعة، ونحن في طشقند، فاصطحبونا إلى مسجد، كان معظم المصلّين فيه من الشيوخ، وكان عنصر الشباب فيه قليلًا، على عكس ما هو واقع في العالم الإسلامي كله: أن الشباب هم الذين يعمرون المساجد، وهم العمود الفقري للصحوة الإسلامية. وكان الخطيب تقليديًّا، تُوحي خطبته بالموت أكثر مما تبعث الحياة. وقد رآنا الناس فأقبلوا علينا يرحِّبون بنا، ولكني كنت أشعر بأنهم خائفون غير منطلقين، كان هناك أغلالًا في أعناقهم، وقيودًا في أرجهلهم.

إلى مدينة سمرقند وزيارة قبر البخاري:

ثم أعدوا لنا طائرة خاصة نقلت المدعوين جميعا إلى مدينة «سمرقند» المدينة التاريخية المعروفة، وهي عاصمة المحافظة التي فيها قرية الإمام البخاري، واسمها «بخَرتَنك» وقد زرناها، وزرنا قبر الإمام، ودعونا بالدعاء المأثور في يزارة القبور، وصلينا في مسجده، وهو مسجد قديم بالفعل يحتاج إلى توسعة وتجديد.

آثار فخمة رائعة:

وقد زرنا الآثار الإسلامية في مدينة سمرقند، وهي حقًّا آثار فخمة رائعة، من المساجد والقصور والقلاع والمدارس، وغيرها، بناها تيمورلنك وخلفاؤه، وهي لا تزال تنبئ عن المجد والعظمة والرفعة التي ارتفعت إليها أمتنا في المشرق والمغرب.

قبر قُثَم بن العباس:

وأذكر من الآثار التي زرناها: قبر قُثَم بن العباس، ابن عم رسول الله، أحد الفاتحين الأوَّلين، الذين نشروا الإسلام في هذه البلاد منذ العهد الأموي، وقد قيل لأمه أم الفضل زوجة العباس رضي الله عنه، وقد ذكر أن أحد أولادها دفن في المشرق والآخر دفن في المغرب، فسئلت عن ذلك، فقالت: باعدت بينهم الهمم!

قضينا يومًا في زيارة الإمام البخاري، ثم في التعرُّف على الآثار الإسلامية في المدينة.