الفكر(نواكشوط): أمام بوابة معهد البحوث الصحية وعلى مرمى حجر من أكبر مشافي نواكشوط يتجمع عشرات المراجعين ويتزاحمون في مشهد يتنافى مع أبسط اجراءات الوقاية من كورونا .
مشهد لا زال يتكرر –للأسف-في مواقف ومناسبات كثيرة وأمام مصالح حكومية وإدارية عديدة.
لا أحد هنا يجهل خطورة الوضع، ولا ينكر ضرورة التقييد بالتعليمات الصحية، لكنها معرفة سلبية لا تتعدى التذكر والاستحضار، ولم ينتج عنها أي أثر على مستوى الممارسة والسلوك يعلق أحدهم.
مسؤولية أكبر
صحيح أن لا أحد متهم في شأن التهاون بصحته ولا بتعريض نفسه للخطر لكن جزء من المسؤولية يقتضي التنبيه لمثل هذه الملسكيات المنافية حتى لا نقول المستهترة بأبسط قواعد السلامة.
وصحيح كذلك أن الوقاية مسؤولية الجميع لكن مسؤولية السلطات الصحية أكبر لذا كان عليها أن تمنع مثل هذه التجمعات سواء بوضع متاريس تفرض مسافات آمنة للتباعد، أو تعمل على فتح مراكز أخرى للاختبارات والتحليل، بل وتستفيد من تقنيات الاتصال الحديثة في التواصل مع طالبي الخدمات وتعمل على توجيههم عبر منصات رقمية كما هو الحال في بلدان عديدة كما يقول أحد المراجعين.
وضعية حرجة
طوابير الانتظار الممتدة أمام المركز الوطني لبحوث الصحة تأتي بعد يوم من الإعلان عن أعلى حصيلة لكوفيد في موريتانيا بعد ما وصل عدد الإصابات حوالي 200 حالة، ومع إطلاق السلطات حملة للتوعية بخطورة الموجة الثالثة من الجائحة وعلى عموم التراب الوطني.
وفي وقت صعدت فيه من إجراءات الرقابة من خلال تعجيل موعد حظر التجوال إلى الثامنة مساء، والنظر في تقليص ساعات الدوام في المكاتب الحكومية.