قال مصدر مطلع لـ"موقع الفكر" إن الوزير الأول وجهة دعوة عامة لنقابات التعليم الأساسي والثانوي لحضور اجتماع يعقد في الوزارة الأولى مساء الاثنين القادم، دون تحديد جدول أعماله.
الأكيد أن الدعوة وصلت اليوم وتبلغت بها النقابات، ومن حمل الدعوة لهم هو مسؤول الاتصال بوزارة التربية، ويرى البعض أن الدعوة جاءت بناء على رغبة الحكومة في إغلاق هذا الملف والوصول لتسويات مقبولة مع المدرسين، فالحكومة غير معنية بالتصعيد لا مع السياسيين ولا مع الشركاء الاجتماعيين، وتدرك أن صراعها مع المدرسين خسارة لها وللبلد وللتعليم الذي مازال يراوح مكانه .
أزمة متصاعدة
يشهد القطاع تصعيدا وتجاذبا بين الوزارة والمدرسين، على خلفية التحويلات التي تصفها النقابات بالتعسفية، وكذا زيادة التوقيت الذي ترى الوزارة أنه نابع من صحيح القانون.
في الأثناء استمرت الإجراءت الخاصة بالتعاطي مع المدرسين المتغيبين فتم فصل المئات، بقرار معلل من وزير الوظيفة العمومية.
هيئات التدريس هي الأخرى صعدت من جانبها و توقفت الساعات عن التدريس، ثم اتبعت ذلك بإضراب شامل لمدة 3 أيام قالت النقابات إن التعاطي الإيجابي معه تجاوز 80% وبلغ في بعض المناطق 100%.
نقابات الفاعلين في القطاع الخاص للتعليم بدأت هي الأخرى تصعد ضد استثنائها من الاستثناء، وحرمانها من استيعاب الابتدائية الاولى في الوقت الذي حصلت فيه بعض المدارس على تنازلات واستثناءات مكتوبة من طرف الوزارة، ما اعتبرته هذه المدارس تجاوزا لحقها، ما دفعها للتحرك والتظاهر وتوقيف الدروس في أحد الأيام.
تراوح الأزمة مكانها، فالمدرس يستغرب استظهار الوزارة بالقانون الذي لم يستفد منه ولو ليوم واحد في الترقية والتعيين، فاالوظائف في وزارة التربية تقسم بقسمة الغرماؤ والكبار وحدهم هم أصحاب الحق فيها، أما المدرس فلو قضى حياته في الكد والتعب، فلا حظ له، ولاطريق يوصله غير الوساطة التي تعتبر أمضى سلاحا من الكفاءة،..
ويرى المدروسون أن جمود الرواتب غير العادلة أصلا في مقابل ارتفاع تكاليف العيش بات صعبا عليهم تحمله، مضافا إليه التضييق على المدرس والاحتكاك به بشكل زائد في الفترة الأخيرة، على حد قول أحد رؤساء النقابات.
محمدوسالم معلم خدم في التعليم ابتداء من العام 2002 وراتبه 12.500 أوقية جديدة، يقتطع من هاالبنك 3500 أوقية جديدة والباقي، يحار في صرفه بين الإيجار والكهرباء والماء، ومع ارتفاع الأسعار باتت شركات الماء والكهرباء تصعد مبالغ الفواتير بشكل ملفت.. ماذا أفعل..
هذه حال الكثير من المدرسين الذين تتذكرهم الحكومة عند تطبيق القانون وتنساهم عند توزيع المكاسب، ولسان حالهم..
وَإِذا تَكونُ كَريهَةٌ أُدعى لَها وَإِذا يُحاسُ الحَيسُ يُدعى جُندَبُ
هَذا لَعَمرِكُمُ الصَغارُ بِعَينِهِ لا أُمَّ لي إِن كانَ ذاكَ وَلا أَبُ