منذ عدة أيام أفكر فى كتابة رسالة مفتوحة للسيد الرئيس،و تتحرك فى نفسى الكثير من الأفكار و التقييمات الاستعجالية،أود الإفصاح عنها جزئيا أو كليا،إلى أن وقعت عيناي على فقرة كتبها العقيد المتقاعد،محمد لحبيب ولد معزوز عبر فيها عن نظرته تجاه موضوع واحد،فىًسياق المقارنة بيننا و السنغال،فى باب الاستفادة من الغاز،حيث كتب محمد لحبيب حرفيا:""رغم أن المكتشف من الغاز هو قسمة بالتساوي بين مورتانيا و السينغال إلا أن السينغال بدأ اقتصادها فى التعافى نتيجة لمداخيل الغازفخفضت الأسعار و زيدت الرواتب و خفض سعر وقود السيارات علما بأن عدد سكان السينغال تجاوز العشرين مليونا أما فى بلدنا المنكوب بسوء الإدارة فإن الضرائب ترتفع و لا أمل فى خفض الأسعار أو زيادة الرواتب رغم أن عدد السكان بالكاد يصل الخمسة مليون".
هذا الواقع مؤلم و قد يدعى البعض بهذه الإدارة التى تكرس باستمرار بعض أوجه الفشل،فى أغلب أطرها بعض إرث الأنظمة المتعاقبة،و واهم من يظن سهولة التغلب على فشل هذه الإدارة،خصوصا أننا لا نحتمل النقد الموضوعي و التشخيص المجرد،و هو أول السبل للوقوف على حقيقة العلل و طرق علاجها.
و تعلم السيد الرئيس أن الكثيرين إثر واقعة اغتصاب لاله طالبوا بقوة بتطبيق حدود الله،فهي الرادع الوحيد للمجرمين،و فى هذا السياق يعلق العقيد المتقاعد محمد لحبيب ولد معزوز:"والأدهى من ذالك تعطيل الحدود الشرعية و الأمر من ذالك هو انتشار خيم الفجور و الشذوذ و الفاحشة المنتشرة كانتشار أكوام القمامة المسماة خيم المشوي و على مرأى و مسمع من اهل الحل و العقد".
ثم تعلق أخرى على محمد لحبيب:"أهل الحل والعقد كل واحد منهم عندو كليان افذوك لخيام اوفر لو فيهم وسائل الراحه والمتعه والتخفى".
ثم يعلق آخر حول تعطل اسكانير،مستغربا تجاهل تعطل هذا الجهاز الاستعجالي المهم فى عمليات التشخيص،و خصوصا لدى مرضى السرطان!،و ذلك فى وقت تصرف فيه المليارات ،حسب دعواه على مواسم ترفيهية فلكلورية،فى أبرز تجلياتها!.
أردت القول،إن آخرين لديهم هم أيضا رسائل استعجالية،و لعل البعض يكتب أحيان فى هذا الفضاء التواصلي،و ذلك بموضوعية و جرأة و نصح جاد،فلا بأس بإيصال رسائلهم،بعد وضعها فى السياق الملائم،دون تفريط فى جانبها من النقد و النصح الجميل المتوازن.
الإشارة لموضوع النفط و خيم العبث و تعطل اسكانير،دون تعويض استعجالي،مجرد رؤوس أقلام و أمثلة فحسب،و لا يعنى هذا عدم وجود إيجابيات فى وجوه أخرى،كما لا يعنى اقتصار السلبيات و النواقص على تلك الأمثلة،لكن الموالاة ،مثل ما ادعى لها من انتماء،قد تعنى ترك نصح الأنظمة.
و إذا كنت مثلا لضرورة دعم الاستقرار السياسي الراهن،فى ظل قيادة صاحب الفخامة ،محمد ولد الشيخ الغزوانى،أفضل الموالاة،فإننى ارجو أن تكون موالاة ناصحة،لا ناطحة،لا قدر الله.
السيد الرئيس هذا الإعلام يخدم الأنظمة أحيانا بما قد يقدم لها من معلومات و توجيهات.
و للتذكير السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى طالما دعوتم و أكّدتم على ضرورة قرب الإدارة من المواطن،و لكن أغلب هذه القيادات المدنية و حتى العسكرية أحيانا بعيدون من المواطن،و لو كان من النخبة،و ذلك خلافا لتوجيهاتكم،ففى أغلبيتهم لا يريدن التواصل مع الناس و لا صرف فلس واحد على أي إنسان،و الأولوية عندهم لتشييد القصور و رغبات العيال،فهل هي حكومات لخدمة ضيقة أنانية،ام حكومات منفتحة تكريسا لخدمة الرعية،فالمسؤولون الحكوميون يعينون لخدمة الناس و ليس لاستغلال النفوذ من أجل مضاعفة الشبع و الاستحواذ على كل المتاح!.
و قبل أن أنهي هذا المقال وقعت عيناي على هذا الخبر (بغض النظر عن مدى صدقه) بشأن تعطل اسكانير مستشفى الأمراض السرطانية:"جمعية الشيخ أياه الخيرية تتكفل بشراء اسكنير الأنكلوجيا".
فعلا سيدي الرئيس هذه الجمعية الخيرية تستحق الرعاية و التنويه،فبعد جبر خاطر أسرة ضحية الاغتصاب ها هم يعدون بشراء اسكانير لضحايا السرطان،و ما أكثرهم فى بلدنا،للأسف البالغ،و أما بعض الذين يعلقون و يقولون إنها جمهورية أهل الشيخ آياه،فذلك استهداف و تحريض بين مغرض.
و فى نهاية هذه الرسالة المفتوحة أود التنبيه لضرورة تشجيع الصحفيين على أداء مهامهم،و لعل نظامك سيدي الرئيس قد عمد فى المأمورية الأولى لبحث طرق إصلاح القطاع الإعلامي،و تم التنظير لذلك عبر وثيقة مهمة،و مازلنا فى انتظار تطبيق تلك الوثيقة المهمة،كما اقترب نظامكم من بعض عمداء المهنة،و تم تعيين بعضهم فى مواقع مهمة،و فى هذه المأمورية الثانية نرجو تعميق الصلة مع الإعلام الجاد و الابتعاد عن سجن الصحفيين،و بحجة وقائع تافهة غير مقنعة،و خصوصا إذا تزامن ذلك مع التضييق فى القوت!.