ازدواجية الموالاة و النصح- عبد الفتاح ولد اعبيدن

نظرا لحاجة البلد للنظام القائم بعد تجاوز عتبة الاقتراع و نجاح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى و ضرورة التمسك بعروة الشرعية المترتبة على نتيجة هذه الانتخابات الرئاسية،و قد يكون من الوارد بغض النظر عن المصالح الشخصية الضيقة،أن نوالي هذا النظام القائم، و خصوصا خدمة لوجود دولتنا و لحمة مجتمعنا و تعزيز و تجذير الاستقرار السياسي،مع أن هذه الموالاة التى أتبناها لا تمنع طبعا من التوجيه و النصح.

و قد يكون هذا موقفا وسطا،بين موالاة لا تعترف بالنواقص و ضرورة النصح و التوجيه،و معارضة لا تعترف بالمنجزات و الإيجابيات.

و يعزز هذا ضرورة التمسك بنظام سياسي مهما كانت نواقصه،فهو ناجم عن عملية انتخابية محترمة و قريبة جدا من الشفافية،و نحن فى منطقة تنتشر فيها نماذج الدول المستندة للانقلابات و تتحايل باستمرار على مواعيد العودة للنموذج الديمقراطي،و على الصعيد الداخلي يروج البعض لتوجهات شرائحية،قد تشكل خطرا على اللحمة الاجتماعية،و بهذه المعانى و غيرها،و بغض النظر عن محاباة ولد غزوانى أو خدمة مصالحنا الخاصة فإننا بالتمسك بالنظام القائم،مهما كانت نواقصه، نخدم الاستقرار السياسي الحالي و نقيم سدا منيعا فى وجه صيغ الحكم غير الدستورية، و نعوق الطرح الشرائحي المتنامى فى بعض الأوساط المتوترة.

و رغم ما عانيت فى هذا الخريف من ازدواجية السجن و الإقالة و لأسباب قد لا تخلو فى بعض جوانبها من الضيق تجاه بعض الآراء،و رغم مصالحي المهدرة فى الوقت الراهن،إلا أن قناعتي بموالاة هذا النظام ،نابعة من الحرص على الاستقرار السياسي و التمسك باللحمة الاجتماعية و تقدير نتائج اللعبة الديمقراطية،و قد لا يعنى هذا مطلقا عدم وجود تحديات و اختلالات إلا أن المصلحة العليا للوطن تقتضى الموالاة لنظام ولد غزوانى مع اصطحاب التوجيه و التذكير باستمرار بضرورة الإصلاح و محاولة التغلب على النواقص و السلبيات،و هي ربما غير قليلة،لكن ازدواجية الموالاة و النصح، هي الأكثر واقعية و نفعا فى هذه المرحلة، حتى تنتهى المأمورية الثانية للرئيس مع مزيد من التشبث بالاستقرار و اللحمة المجتمعية و الوطنية و مع تعزيز النقد الموضوعي البناء.

و لا ينبغى أن نقول النظام الحالي قوي و ليس بحاجة للدعم و الموالاة بصورة متزايدة مركزة،و الحقيقة بأن النظام له متابعه،مثل عدم التوازن أحيانا فى التعيينات و التكليفات و الخدمات،مع وجود مافيا تحرص على محاذاة كل نظام حرصا على الكسب الواسع و استغلال النفوذ،و إن بصورة تعسفية،لكن حرص الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى على التهدئة السياسية يدعونا جميعا للمزيد من التفائل و استمرار نهجه الإيجابي و تذكر أن الأنظمة دائما قد لا تخلو ممن يركبها لتعميق الشرخ و الصدام و التوتر،لكن الحسابات الموضوعية و الوطنية و العقلانية تستدعى دعم نظام الرئيس غزوانى فى هذه المأمورية الثانية،رغبة فى التمسك بقيمنا و استقرارنا و لحمتنا،و مع الوقت قد ننجح فعليا فى التغلب على بعض العثرات و العقبات،بإذن الله.