تأمُّلات في المشهد السوري- فؤاد علوان

يبدو أن أهل الحق بحاجة إلى أن يُريَهُمُ الله بعض آياته من وقت لآخر؛ حتى يستبينوا سبيلهم، ويستيقنوا بوعد ربهم، ويطمئنوا إلى صحة طريقهم.
ومع أن الله أرانا آية في زين العابدين، وآية في مبارك، وثالثة في القذافي، ورابعة في علي عبد الله صالح، إلا أننا ننسى، ونغفل .. يُمْهِلُنا الله .. ثم يُرينا آية أخرى أكبر من أخواتها؛ لعلنا نتبين، أو نتذكر، أو نعلم أن الملك له وحده، وأن الأمر بيده وحده، وأنه فعَّال لما يريد، وهو على كل شيء قدير، قال- تعالى-:" فلما تبيَّن له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير".
ومحطة التبيُّنِ هذه محطة تزويد بالطاقة النفسية، والوقود الإيماني؛ حتى نسْتكمِلَ المسيرة بسلام، ونصل إلى بر الأمان.
وأحداث سوريا الآن آية جديدة، وطاقة جديدة لمن نفدت طاقته أو كادت.
اِعلمْ- رعاك الله- أن الله على كل شيء قدير، وأنه بكل شيء محيط، وأنه هو السميع البصير، وهو القاهر فوق عباده، وأنه الحي القيوم، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
أبعدَ ذلك تخاف وتحزن؟ وتبْأس وتيْأس؟!!
إن تلك الأحداث رَجْعُ دعائك، وصدى" حسبُنا اللهُُ ونعمَ الوكيل"، واستجابة:" اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك".
لقد قال الله لدعوة المظلوم:" وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"، وها قد جاء الحين، فكان نصر الله، فلم يمنع  حدوثه أحد، ولم يقف أمامه أحد، وصدق الله: { أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یَسۡجُدُ لَهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَاۤبُّ وَكَثِیرࣱ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِیرٌ حَقَّ عَلَیۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن یُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یَشَاۤءُ ۩ }
[سُورَةُ الحَجِّ: ١٨]
فقط كن مع الله، وعليك بالوعي والسعي، ثم اطمئن.