غزواني يدعو من شنقيط إلى هبة وطنية جامعة لتغيير العقليات السلبية

أشرف رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الجمعة في مدينة شنقيط التاريخية، على إطلاق النسخة الثالثة عشرة من مهرجان مدائن التراث.

وأوضح رئيس الجمهورية، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن مهرجان مدائن التراث يهدف في المقام الأول إلى ترقية مدننا التاريخية، وكنوزها الفريدة، ومدها بأسباب البقاء والتطور والنماء، وتقوية الإحساس لدى المواطنين بضرورة التمسك بما اتسم به بناة هذه المدائن من قدرة فائقة على الصمود قوامها التضامن والتلاحم، ومن إيمان قوي بالقيم والمعاني الدينية والأخلاقية التي صهرت تنوعنا الثقافي الفريد في هوية حضارية متميزة ووحدة وطنية جامعة.

وأضاف فخامته أن البلاد بذلت جهودا كبيرة على مدى السنوات المنصرمة في العمل على تقوية هذه الوحدة وتعزيز انسجامنا الاجتماعي والتصحيح التدريجي لميزان العدالة الاجتماعية بالانفتاح السياسي وتقوية المدرسة الجمهورية وركائز دولة القانون، وبإصلاح المنظومة الإدارية.

وأكد على ضرورة بناء مجتمع متصالح مع نفسه، واثق في مؤسساته، قوي التلاحم وراسخ الوحدة، داعيا إلى هبة وطنية جامعة قوية لتغيير العقليات السلبية، والتخلص من كل النعرات الضيقة، وخطابات الكراهية، ونزعات الاستعلاء تحصينا لشعبنا ذي التاريخ الواحد والمستقبل المشترك.

ويتميز هذا المهرجان، المنظم تحت شعار: “مهرجان مدائن التراث.. قافلة لتنمية مدننا القديمة”، بتنوع فعالياته التي تلبي اهتمامات ساكنة المنطقة، حيث يتضمن مكونات أساسية: تنموية وعلمية وفنية، ومجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية.

وستكون نتائج النسخة الحالية من هذا المهرجان أكثر تأثيرا من سابقاتها على مسار التنمية المحلية للمدينة، سواء من حيث تحسين مستوى الخدمات الأساسية أو من حيث تنفيذ المشاريع التنموية، مما يساهم في تعزيز الدورة الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة، وتنشيط المبادلات التجارية داخل المدينة ومع محيطها الخارجي، والتي سيساهم طريق شنقيط – أطار، قيد الإنجاز، في تعزيز هذه المبادلات.

وستمكن المكونة التنموية التي سيتم تنفيذها في إطار المهرجان من تحسين أداء الخدمات الأساسية في مدينة شنقيط عبر بناء وترميم منشآت تعليمية، وتعزيز أداء المرافق الصحية، وزيادة قدرة شبكتي المياه والكهرباء، وبناء منشآت رياضية وثقافية، وتمويل مشاريع مدرة للدخل، والقيام بتدخلات لتعزيز أداء القطاع الزراعي ومكافحة التصحر، ولدعم المنشآت السياحية، وترميم مقار المرافق العمومية في المدينة، إضافة لتدخلات أخرى تطال مجالات متعددة.

ويشكل مهرجان مدائن التراث فرصة ثمينة لانتشال مدن موريتانيا التاريخية التي تشكل تراثا عالميا من طيات النسيان والإهمال الذي عانت منه لعقود طويلة، عبر ما يتيحه من فرص تنموية وما ينظم خلاله من أنشطة مصاحبة، تثبيتا للسكان في هذه المدائن وتفعيلا للموارد الاقتصادية فيها.

واعتمد المهرجان في نسخه الأخيرة مقاربة تنموية ركزت على إحداث الأثر التنموي الملموس في هذه المدن عبر اعتماد حزمة من المشاريع التنموية تركز على تعزيز أداء الخدمات الأساسية والاستثمار في البنى التحتية وخلق مشاريع مدرة للدخل تروم خلق فرص عمل وتنشيط التنمية المحلية، إضافة إلى القيام بتدخلات اجتماعية تشمل التوزيعات الغذائية والنقدية تستهدف بشكل خاص الطبقات الهشة في هذه المدن.