في فندق طشقند:
على كل حال وقع ما وقع، وعدنا إلى طشقند جميعًا في طائرة واحدة، وأنزلونا في فندق من أكبر فنادق العاصمة، حتى نحن الذين كانوا أنزلونا في قصر الضيافة عند قدومنا، سحبوا منا هذه الميزة، ونزلنا مع المجموعة، ولعلّ هذا خير.
ولكن الفندق الضخم، فندق رديء في أثاثه وفي فراشه وفي خدماته، رديء في طعامه وشرابه، الخبز رديء، الطعام المطهو رديء، اللحم رديء، وقليل ما هو، سريره صغير جدًّا، ويوجد فيه تلفزيون صغير قديم، لا تجد فيه غير محطة طشقند نفسها. لا تجد فيه ثلاجة فيها قارورة ماء بارد. أهذا ما أنجزته الشيوعية طوال تلك العقود، وهي التي وعدت الناس أن تعوضهم عن جنة الآخرة التي تعدهم بها الأديان، بجنة في الدنيا تجري من تحتها الأنهار، ويقطفون فيها أطيب الثمار؟!
أعجب من ذلك كله: أنك إذا خرجت من الحجرة لتنزل إلى المطعم، أو لأيِّ سبب، لا بد أن تسلم مفتاح الحجرة، إلى مكتب في كل طابق.
ولذا لم يفكر أحدنا أن يبحث عن أسواق في هذ البلد، أو ماذا يمكن أن يشتري منه، بل كان كل همنا هو سرعة الخروج منه. ونظرًا لأننا قدمنا في طائرة خاصة، وقد عاد بها صاحبها منذ أيام، فلا بد أن نبحث عن طائرة تقلّنَا.
عودة على طائرة الشارقة:
والحمد لله وجدنا ضالتنا في «طائرة الشارقة» التي تنقل الركاب بين طشقند والشارقة، أكثر من مرة في الأسبوع، يذهب الناس من طشقند إلى الخليج، ليملئوا حقائبهم من أسواقه من كل ما يتوافر في الخليج من منتجات كهربائية وإلكترونية وغيرها، وهو ما لا يوجد في هذه البلاد التي بدت للعيان متأخرة عن هذا العصر، ليبيعوا هذه الأشياء في بلدهم، ويربحوا من ورائها.
ووصلنا الشارقة بحمد الله، ومن الشارقة أخذنا الطائرة إلى الدوحة. والحمد لله رب العالمين.