
لطالما أوضحت أني مساند لهذا النظام الحالي،ليس من باب التزكية الشاملة لتجربته فى الحكم،ففى ذلك الباب ما يعاب من سلبيات و نواقص و فيه ما يستحق الاعتراف من الإيجابيات و المنجزات،لكن مسألة و مكسب الاستقرار ،حسب نظرتي الشخصية،أهم من كل المكاسب،لأن الدولة متماسكة و القوة العمومية مهابة فى الأغلب الأعم،و ينبغى أن ننتبه و ندرك أهمية الاستقرار،مهما كانت نواقصه،فالاستقرار باختصار أولوية و نعمة كبيرة،و قد لا تغنى عن مصالح الأمة المطلوبة بإلحاح،على تنوعها و كثرتها،أي تلك المصالح المنشودة.
و فى هذا العهد تحت قيادة صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى مازلنا نشعر بالأمان نسبيا،و هذا مهم،رغم بعض المنغصات من حوادث القتل و الاغتصاب و السرقة،و هذه جرائم تحدث فى دول عديدة من العالم،و تستدعى مضاعفة الجهد الأمني و سد الثغرات بسرعة،و لن يتم ذلك مطلقا إلا بتطبيق حدود الله،و ما دمنا نتحجج بأسلوب أو بآخر فى باب تطبيق حدود الله،فسنظل فى خطر.
و لكن ما هو موجود من الاستقرار يستحق الاعتراف بأهميته،دون التقليل من أهمية سد الثغرات، التى تتوسع و تتناقص،حسب وتيرة الأحداث الإجرامية،لكن بلدنا بسلامته من الحروب و التمزق و مخاطر كثيرة يستحق فعلا ما هو موجود من الأمن و الاستقرار المزيد من الاعتراف و التنويه.
و فى هذا الباب أنوه بكلام الرئيس بيرام ولد الداه اعبيد عن عدم قناعته بالاحتجاجات السلمية،ما لم تكن مأذونة رسميا،و أما كلامه المعارض فشأن يعنيه،و فيه ما يؤخذ و يرد،و أفضل لرصيده السياسي أن يعتذر عن حرق الكتب و الإساءة الصريحة لأبرز علماء موريتانيا،فالعصمة للأنبياء وحدهم،فذلك من دواعى السلامة يوم الجزاء الأكبر و تحسين رصيده السياسي و المساعدة فى تحقيق الانسجام الاجتماعي،فأفضل له المراجعة،و المراجعة إجراء إيجابي فى مسار كل السياسيين و العقلاء عموما.
إن المتابع لأوضاع بعض الدول فى هذا العالم الفسيح و ما تحدثه الفتن و الحروب و الصراعات جدير به وعي أهمية ما نعيشه من استقرار و العمل على تثمينه و ترسيخه و تحصينه،بالحرص عن الابتعاد عن كل عوامل الهدم و التفرقة و التطرف و الغلو.
و لنقتصر مثلا على التأمل فى النموذج السوري و ما عاشه من دمار و تعذيب و تقتيل و تفشى المخدرات و تدنى مستويات الأجور و شيوع تصفيات الحسابات،كل ذلك من عواقب الاستبداد بالسلطة و تكميم الأفواه.
إننا بحاجة لحماية الصحفيين و تكريمهم،مثل سائر الفاعلين و تحريك صندوق الصحافة المؤجل،رغم الحاجة الماسة إليه،و لقد بت أسمع من حين لآخر اعتراض بعض الصحفيين على عدم سماع الحديث عن الصحافة فى بعض خطابات الرئيس و الوزير الأول فى الحقبة الأخيرة،فلما لا تكون الصحافة فى قلب الحدث،؟!،كما أننا بحاجة باستمرار لتثمين المعارضة المسؤولة،فكل ذلك يصب فى سياق الاستقرار السياسي،و هو العمود الفقري للاستقرار عموما.














