
عقد السفير الروسي لدى مالي إيغور غروميكو، بالأمس، في مقر سفارة روسيا الاتحادية في باماكو، المؤتمر الصحفي التقليدي لنهاية العام.
وقد جمع هذا الحدث صحفيين محليين ودوليين، بالإضافة إلى العديد من السفراء لدى مالي.
وأكد السفير إيغور غروميكو مجددا رغبة روسيا في مواصلة دعم مالي في العديد من القطاعات الإستراتيجية. ووفقا له، فقد تميز عام 2024 بتقدم كبير في مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة والبنية التحتية.
وأعلن أن "موسكو تساعد وستواصل مساعدة أصدقائنا الماليين على مواجهة التحدي "الإرهابي". ورحب الدبلوماسي بالتعاون العسكري المتزايد بين البلدين، والذي سمح بتعزيز كبير لقدرات القوات المسلحة المالية (FAMa).
وفي مجال الاقتصاد والطاقة: يمثل مشروع بناء أكبر مصفاة في غرب أفريقيا، المقرر في إطار التعاون الثنائي، نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وفي الوقت نفسه، سيتم تكثيف عمليات التنقيب واستخراج المعادن الاستراتيجية بفضل الاستثمارات الروسية الضخمة.
وعلى مستوى التدريب ونقل المهارات: في مجال التعليم العالي، وقعت روسيا أيضًا اتفاقيات تعاون تهدف إلى تعزيز القدرات الفنية والعلمية للجامعات المالية. وتشمل هذه المبادرات تدريب المديرين التنفيذيين والطلاب الماليين في المؤسسات الروسية.
وشدد السفير غروميكو على أهمية تحالف دول الساحل الذي يجمع مالي وبوركينا فاسو والنيجر. ووفقا له، فإن إنشاء هذا الاتحاد يشكل خطوة كبيرة نحو هيكل أمني إقليمي جديد.
وأضاف أن "روسيا تدعم بشكل كامل هذه المبادرة التي تجسد مبدأ "المشكلة الإفريقية، الحل الإفريقي". وقال الدبلوماسي: “سنواصل كوننا شريكًا استراتيجيًا في الحرب ضد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل”.
وتميز عام 2024 بالعديد من الأحداث الدبلوماسية الرئيسية بين مالي وروسيا. ومن بينها، أدت زيارة نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك ونائب مدير روساتوم نيكولاي سباسكي إلى اتفاقيات مهمة. وتغطي هذه الاتفاقيات تطوير البنية التحتية النووية وتوفير كمية كبيرة من القمح لدعم الأمن الغذائي في مالي.
انتقاد القوى الغربية
لم يفوت إيجور جروميكو فرصة انتقاد سياسة فرنسا الاستعمارية الجديدة في أفريقيا. وندد بالتدخل المستمر في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية ونهب الموارد الطبيعية.
لقد طُردت فرنسا من الباب، لكنها تحاول العودة عبر النافذة. لقد ولت تلك الأيام. وأضاف: "يجب أن يكون الأفارقة قادرين على تقرير مصيرهم دون تدخل أجنبي".
الصراع الروسي الأوكراني وتأثيراته في أفريقيا
وردا على سؤال حول الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اتهم السفير غروميكو نظام كييف بمحاولة فتح "جبهة ثانية في أفريقيا". ووفقا له، فإن أوكرانيا ستقدم المساعدة للجماعات الإرهابية في الدول الأفريقية الصديقة لموسكو.
وقال إن "الطبيعة الإرهابية لنظام كييف أصبحت واضحة بشكل متزايد للعالم أجمع"، داعيا إلى حل سلمي. وأشاد بجهود بعض الزعماء الأوروبيين، أبرزهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، للتفاوض على هدنة وتبادل الأسرى.














