ايمانا منا في موقع الفكر بأهمية كل القضايا المطروحة في ساحتنا الوطنية، وبعدالتها وضرورة التعريف بها، وحتى يكون الجميع على وعي بها، نستضيف اليوم شخصية وطنية هامة ترأس إحدى المنظمات البارزة والحاضرة بقوة في البلد.
كان اللقاء مناسبة للحديث عن واقع التعليم والصحة وارتفاع الأسعار، كما شمل الحوار أيضا تقويما لأداء مندوبية تآزر وغيرها من المؤسسات الداعمة للجهات الهشة في المجتمع، وتطرق اللقاء لآثار الرق ومخلفاته.
مركزا على أن الاشكال الرئيسي هو الفساد بصفته المعيق الحقيقي لكل البرامج التي تستهدف هذه الشريحة، فمالم ينجح التعليم ويتجاوز واقعه المرير فسنظل نراوح مكاننا، وقال يرب ولد نافع: وأول من ينبغي أن يركز عليه في التعليم هو أحياء آدوابه ولن تجد المعلمين المتسربين إلا في آدوابه أو أحياء الهامش وأعرف مدارس أعتقد أنها أنشئت منذ 1973 لم يصل أي من تلاميذها إلى المرحلة الإعدادية في منطقة "مدبوغو" لأنه لم توفر الظروف الملائمة، وأعرف مدرسة "واد امحمد" في الناحية الشمالية لمدينة لعيون تأسست عام 1998 ولم يصل أي من تلاميذها إلى المرحلة الإعدادية، والأمثلة متعددة وكثيرة جدا.
فإلى المقابلة:
موقع: نود منكم أن تعرفوا المشاهد بشخصكم الكريم من حيث الاسم وتاريخ ومحل الميلاد والدراسة والوظائف التي تقلدتم؟
يرب بن نافع:أشكر موقع الفكر، اسمي يرب بن نافع من مواليد مدينة لعيون بالحوض الغربي سنة 1968م، ودرست فيها المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية وحصلت على شهادة البكلوريا آداب عصرية في العام 1988، وتخرجت في كلية الآداب والعلوم الإنسانية- قسم الجغرافيا في العام 1993م . بشهادة المتريز- وسجلت في كلية القانون وحصلت منها على شهادة المتريز"الإجازة" في القانون العام "المجموعات المحلية "وناضلت في صفوف المعارضة ثم سجلت في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وتخرجت منه في العام 2013م. بشهادة المتريز في الفقه وأصوله وبالنسبة للوظائف ليست كثيرة ولا متعددة فقد اكتتبت إطارا في بلدية الميناء سنة 2002 وأنا مسؤول عن مصلحة الشؤون الثقافية والاجتماعية بالبلدية.
موقع الفكر: لماذا تأسيس ميثاق خاص ب"لحراطين" دون بقية المكونات الأخرى؟
يرب بن نافع: من قال ميثاق لحراطين وسكت، نخاف أن تكون لكلمته مقصد آخر ومن أسسوا هذا الميثاق أطلقوا عليه ميثاق الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للحراطين، ويرون أن هذا المكون يعاني دون غيره من المكونات وليس المقصود تمييز شريحة لحراطين عن المجتمع، وإنما للفت الانتباه إلى المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعانيها لحراطين، وهي مشاكل متعددة الجوانب.
وهي جلية وواضحة في المجال السياسي في التعيينات وفي الانتخابات وفي مجلس النواب ومجلس الشيوخ عند ما كان قائما وفي البلديات، وفي المجال الاقتصادي عندما ننظر إلى رجال الأعمال والبنوك ورخص الصيد والتعدين التي تمنح بالمجان وكأن لحراطين ليسوا من مكونات موريتانيا التي تستحق الحصول على هذه الامتيازات لأنه يحصل عليها بالوساطة والوساطة لاتسعفكم، فمن كان في أبناء عمومته وزير أو مدير أو وجيه أو نائب، وسواء كان هذا عن قصد أو عن غير قصد- فهو واقع معيش-، وهذا الكلام موجه للسلطة القائمة التي تحكم موريتانيا وقد يسيئ البعض الفهم فيظنه موجها لشريحة ما، فهو وليس موجها لشريحة البيظان أو الزنوج وأنبه السلطة إلى أن هناك خطرا يهدد الكيان الموريتاني وهذا الخطر هو ظلم مكونة الحراطين، وهذا الظلم له أبعاد تاريخية ليس هناك من هو مستعد لنبشها ولكن لا يمكن استمرارها في الحاضر أو المستقبل.
ولتفادي الخطر ينبغي أن نبحث عن الحلول والمقترحات، وقد نبهنا عليها في وثيقة الميثاق، وقدمنا حلولا وتشخيصا للواقع واقتراحات وبينت الوثيقة تقسيم الوظائف في موريتانيا من الاستقلال إلى اليوم، أعداد الوزراء والسفراء من فئة لحراطين منذ استقلال البلاد حتى اليوم.
موقع الفكر: لماذا لا تهتمون بالتغيير من الأسفل بالتعليم والتثقيف فما فائدة أن يكون وزير أوزير أول من فئة لحراطين؟ أو لم يكن رئيس الميثاق الأسبق رئيسا لإحدى قبائل البيظان؟
يرب بن نافع: على كل حال في رئاسته للقبيلة خلاف نترحم عليه ونكن له التقدير والاحترام و نأسف على اكتشافنا لشخصيته اكتشافا متأخرا للاطلاع على فكره ونضجه وطرحه المتميز، ومسألة لحراطين لا تحل بتعيين وزير أو مدير وإنما تحل مشكلتهم بحل شامل يشمل جميع الميادين. وسأعطيك مثالا ففي إصلاح 1999 تدخل البرنامج العالمي للتغذية وتعهد بتوفير كفالات مدرسية في مناطق آدوابه وفتح حضانات في جميع مناطق آدوابه، وحينها أصبح من لديه نفوذ من المعلمين يعينون في مناطق آدوابه و يتمالأون مع شيخ القرية لبيع الكفالات واستمر الوضع من سنة 1999حتى 2005 أو 2006.
لايحل الإشكال بتعيين وزير أو مدير وإنما الحل يكمن في فهم أن مكونا من أكبر مكونات المجتمع مهمش ومقصي ويجب أن يؤخذ الأمر بعين الاعتبار فما الفائدة من تعيين الوزير أو غيره ممن يشترط عليه عدم الكلام عن مشكل لحراطين فالشرط الأساسي لتعيين أي وزير من فئة لحراطين هو نفيه لمشكل لحراطين. وللأسف هذا هو أساس تعامل السلطة زعلى هذا يتم تعيينه..
نقول للسلطة إن هذا لا يخدم البلد والوطن ونطلب منها العناية بالتعليم، تعليم كل الموريتانيين وليس لحراطين وحدهم وأول من ينبغي أن يركز عليه أحياء آدوابه ولن تجد المعلمين المتسربين إلا في آدوابه أو أحياء الهامش وأعرف مدارس أعتقد أنها أنشئت منذ 1973 لم يصل أي من تلاميذها إلى المرحلة الإعدادية في منطقة "مدبوغو" لأنه لم توفر الظروف الملائمة، وأعرف مدرسة "واد امحمد" في الناحية الشمالية لمدينة لعيون تأسست عام 1998 ولم يصل أي من تلاميذها إلى المرحلة الإعدادية، والأمثلة متعددة وكثيرة جدا.
موقع الفكر: هل تعتقدون أن العبودية ما زالت موجودة أم أن آثارها هي الموجودة؟
يرب بن نافع: العبودية لا تزال موجودة وآثارها موجودة كذلك وآثارها أخطر منها لمايترتب عنها، من آثار وإذا لم تجد من يتصدى لها ويحلها تصير عبودية جديدة.
في منازل تفرغ زينه ويأخذ كل منهم شخصا ممن كان " توليتو" ممن له به معرفة سابقة ويعطيه أجرا زهيدا للعمل ويمن عليه احتضانه إياه وهذا ليس سليما فينبغي أن تعطيه الأجر المناسب، ولا تدرس أبناءك وتترك الطفل الصغير أو البنت الصغيرة تغسل الصحون في منزلك بينما أنت ترسل أطفالك إلى المدارس فهذا يتناقض مع مساعدتك إياه لأنك إنما أخذته كي تعطف عليه وتساعده، وعندما يريد الذهاب إلى أهله تجمع له من الملاحف المستعملة ومبلغ عشرين ألف أو مائة ألف أوقية ويذهب إلى أهله فيغتبطون به نظرا لضعف الوعي عندهم وضعف المستويات.
موقع الفكر: ما تقويمكم لعمل مندوبية تآزر؟
يرب بن نافع : المؤسسات التي تنشأ من أجل مكافحة الرق سواء مندوبية أو وكالة التضامن أو مكافحة الفقر والدمج يكفي من قلة نتيجتها تغير أسمائها مع الأنظمة كل نظام على حدة وتبدأ عملية التغيير من جديد فهي لاتتوفر على صفة الاستمرارية إداريا على الأقل وهكذا. بالنسبة لي لم تفد مندوبية تآزر لحراطين بشيء يذكر.
موقع الفكر: ما تقويمكم لسنة ونصف من حكم الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني؟
يرب بن نافع : كما قلت في خطاب سابق إن للرئيس الحالي خطابا مهادنا بعث آمالا للناس المتعطشة للتغيير وتحقيق الآمال، ولا يمكن أن نتجاهل مسألتين أساسيتين هما مسألة جائحة كورونا نسأل الله أن يحفظنا ويحفظ بلادنا منها وسائر بلاد المسلمين والمسألة الثانية صراعه مع الرئيس السابق، فهذان عاملان معيقان ولكن الفساد ما زال متواصلا والأسعار تواصل في الصعود، فنحن الجياع لا يمكن أن نستبشر دون خفض الأسعار.
التعليم متدهورو كذلك والصحة في تدهور هي الأخرى، فهذه المجالات تمس حياة المواطن وقد تقول ويقول غيرك إن الرئيس وزع الأموال على الناس وأنا أقول ماذا يفيد مبلغ 22500 أوقية قديمة، إن ذهبت بها إلى السوق والأسعار مرتفعة فهذا مجرد ذر الرماد في العيون، فينبغي إسقاط الجمركة على المواد الأساسية وتخفيض أسعار البنزين، ثم بعد ذلك نبحث عن الفقراء والمحتاجين ونمد لهم يد العون، أما إذا تركنا كما يقال " كبت بيكم" فسيأتي الحاكم وجماعته وأقاربه والوالي بنفس الطريقة ومدير تآزر له لائحته نظرا لانعدام الشفافية.
إن غلاء الأسعار وتدني مستوى التعليم، حتم على كل واحد أن يفكر في أن يخرج ابنه من المدرسة، أو أن يرسله إلى المدارس الخاصة، ومن مرض ولم يكن له من المال ما يمكنه من الذهاب إلى المستشفى ولا يمكنه من شراء وصفة طبية، فسيبقى ينتظر الموت، وهذا واقع أغلب الشعب فما بالك بضعافه ومحتاجيه.