أدى وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، رفقة والي الحوض الغربي، أحمدا ممادو كلي، مساء أمس الأربعاء زيارة لبعض المواقع الزراعية بمقاطعة تامشكط.
وشملت الزيارة، التي تأتي في إطار متابعة سير الحملة الزراعية الموسمية الحالية، سد لكراير ومواقع متعددة لزراعة الخضروات بمقاطعتي تامشكط ولعيون.
واطلع الوزير ميدانيا خلال وجوده في سد لكراير على وضعية البرنامج النموذجي لزراعة الأشجار المثمرة الذي تم اطلاقه سنة 2022 في إطار اتفاقية بين مديرية الاستصلاح الريفي والمركز الوطني للبحوث الزراعية والتنمية الزراعية لاستغلال مياه أربعة سدود من ضمنها سد لكراير.
وقد مكن هذا المشروع، الذي تبلغ مساحته خمسة هكتارات، من غرس 248 شجرة “مانكو” و102 شجرة ليمون، و187 شجرة سدر هندي، و63 شجرة رومان، إضافة لتخصيص مساحات إضافية لزراعة الخضروات والبقوليات.
ويعتمد هذا الموقع الذي سيحقق فوائد ملموسة للمجتمعات المحلية ويحسن من قدرتها على مواجهة التحديات الزراعية، على شبكة ري على مساحة 3,5 هكتار.
ومن شأن التحسينات التي عرفها الموقع أن تساهم في إدارة مستدامة للموارد الطبيعية وزيادة الإنتاجية الزراعية وتعزيز قدرة المجموعات المحلية على التكيف مع التغير المناخي.
وعاين وزير الزراعة والسيادة الغذائية جانبا من المحاصيل الزراعية كالحبوب التقليدية وخاصة “تقليت” و”بشنة” و”الذرة” و”الفاصوليا” التي تمت زراعتها على مساحة 120 هكتارا من قبل 10 قرى في هذه المنطقة يقدر عدد سكانها ب 2500 نسمة.
وأوضح وزير الزراعة والسيادة الغذائية أن هذه الزيارة تندرج في إطار متابعة الحملة الزراعية المطرية للموسم (2024 – 2025) وتهيئة حملة زراعة الخضروات، مشيرا إلى أن النماذج التي زارها من مواقع زراعة الخضروات توحي بتحقيق نتائج مرضية من حيث زيادة الإنتاج المتوقع.
وقال إنه لمس إقبالا كبيرا من طرف المزارعين وبعض المستثمرين الخصوصيين على زراعة هذه المادة التي ينتظر أن تصل السوق المحلي والوطني بالكميات المطلوبة خلال شهر رمضان المبارك.
وأضاف أن الزيارة كانت فرصة لمتابعة تنفيذ استراتيجية القطاع تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، ولتكريس نداءاته بأهمية الاقبال على الزراعة المطرية عبر استغلال كل المقدرات المتاحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والسيادة الغذائية القائمة على دعائم مستديمة وقوية.
ومن جهته أوضح عمدة بلدية كاعة التيدومة، سيدي المختار ولد شعباط، أن بلديته تضم 47 قرية يعمل جميع سكانها في مجال الزراعة، مطالبا بتوفير جرارات وبناء المزيد من السدود الكبيرة وترميم الحواجز المائية وتوزيع الآت الزراعية الحديثة وفتح مجال للقرض الزارعي.
وطالب بإعادة تأهيل سدود “بركطني” و”اكرج لحجار” و”آنزي”، وتزويد المنطقة بمرشدين زراعيين مزودين بوسائل نقل تمكنهم من زيارة مختلف المناطق الزراعية في جميع قرى البلدية.
وقام الوزير بعد ذلك بزيارة موقع لزراعة الخضروات شرقي مدينة لعيون يضم عشرين هكتارا، وذلك قبل أن يتفقد مباني المندوبية الجهوية للزراعة والسيادة الغذائية على مستوى الحوض الغربي، حيث اطلع على خطة عملها وطبيعة تدخلاتها لفائدة المزارعين.
وتقدر المؤهلات الزراعية لولاية الحوض الغربي ب 60 ألف هكتار، منها 42 ألف هكتار مستغلة خلال الحملة الموسمية الحالية بمختلف المحاصيل التقليدية، أما بالنسبة لزراعة الخضروات فإن المساحات المستصلحة تصل هذه السنة إلى 200 هكتار بفضل الاستصلاحات التي قيم بها لدعم المزارعين وتوجه الفاعلين المحليين إلى الاستثمار في هذا المجال.
وتشكو الزراعة الموسمية في الولاية من تأثير بعض الآفات الزراعية والحشرات كالجراد “النطاط” ودودة “سيزاميا” والطيور لاقطات الحبوب.