لم يتم إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب قط قبل المستعمر الفرنسي الذي وضع سياجا فاصلا بين البلدين لمنع الثوار في الجزائر من الاستعانة بالمغاربة في الحصول على دعم وسلاح.
قبل ذلك كان الراكب يغادر من فاس أو مراكش متوجها إلى الجزائر أو القاهرة أو في رحلة الحج دون أن يسأله أحد عن جواز سفر أو عما يحمله معه من متاع أو مال. لم تكن القوافل تخشى شيئا غير قطاع الطرق في أعماق الصحراء.
وكان المغربي لو أراد المكوث والإقامة في أي مكان من بلاد الإسلام فهو حر في ذلك فهو يعد مواطنا بها برغم استقلال المغرب عن دول الخلافة حينها. وكذلك كان المغرب مفتوحا أمام من يحب زيارته أو الإقامة به من كل العالم الإسلامي. بل وكان مفتوحا دائما أمام اللاجئين الفارين من القمع والتنكيل في الأندلس من مسلمين ويهود.
الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب لمدة ربع قرن جزء من ميراث التحكم الاستعماري الذي حول حق عبور الناس والممتلكات بعد أن كان مطلقا طيلة قرون إلى حق مقيد بيد الدول تهبه أو تمنعه كما تشاء.
في النصف الثاني من القرن العشرين فتح الأوربيون حدود بلدانهم بينهم برغم كل ما بينهم من عداوات وتناقض وثارات. وتركوا لنا في المغرب والجزائر إرث حدود أغلقت أكثر مما فتحت. وحتى إذا فتحت فبمعبر وحيد يعبر اسمه عن مستوى العلاقة بين البلدين في القرن العشرين والواحد والعشرين: زوج بغال.