على غرار التجمعات والقرى الحدودية، لا حديث لساكنة قرى مدبوك و شارة إلا عن تأثيرات غلق الحدود مع مالي على السوق الأسبوعي للقرى والذي يؤمها الباعة والمتسوقون لشراء احتياجاتهم ولبيع مجلوباتهم زليشهدوا منافع لهم.
وبينما توجد قرية شارة على الطريق الرابط بين كوبني ولعيون، تنغرس قرية مدبوك في المناطق الحدودية، وتنعزل عن الطرق المبعبدة ب 40 كم، على اقل تقدير.
لا مجال للمقارنة بين سوق شارة ونظيره في مدبوكي، القريبة من الحدود والأقرب لمدينة أنيور المالية، و التي كانت قبل أيام قليلا مسرحا لأحداث عنف راح ضحيتها العشراتـ، ومع ذلك يتمنى السكان ألا تؤثر تلك الأحداث على نشاط وحركية السوق الذي هو بمثابة شريان الحياة ليس فقط لسكان مدبوك بل للعديد من التجمعات الحدودية القريبة فتنظيم السوق بشكل دوري وسلس تخصيص يوم في الأسبوع لكل قرية جلب رواجا وحركية تجارية وتبادلا للمنافع في هذه القرى كما يشرح أحد التجار لموقع الفكر.
تبدل وانزياح في مكان انعقاد السوق لا يماثلة سوى تنوع المعروضات والسلع خاصة من الغلات والحبوب التي تغرق السوق فتصبح أسعارها كالتراب فيما تكاد تنقرض فتغلو كالتبر، إنه إحدى تجليات قانون العرض والطلب كما تعكسه أسواق الندرة.
في هذه الأيام التي تأتي بعد موسم الجصاد تظل معروضات الفول السوداني والفاصوليا والدحن الأرخص والأكثر رواجا إلى جانب حضور متفاوت للمعروضات الذرة والصمغ العربي مع بدء موسم قطافه.
غير بعيد من السوق ترابط عشرات الدراجات النارية والسيارات الرباعية المستخدمة لنقل وحمل السلع التموينية من نقطة لأخرى وفق أيام الأسواق مما يكشف عن وعورة الطرق وشكوى بعض الساكنة من العزلة التي تفاقم الغلاء، وتزيد من أعباء الحياة يعلق أحد الساكنة.
الطابع الرعوي للمنطقة تظل بصماته واضحة في جنبات سوق شارة والتي تجلب إليها المواشي والأنعام من مالي وحتى من السنغال وتعرف نشاطا وحيوية على مدار العام خاصة إبان عيد الأضحى كما يقول أحد تجار المواشي وهو يشير إلى قطيع من الأبقار يقول إنه من مالي فالباعة متمرسون في تصنيف أنواع الماشية والعلامات المميزة للأبقار المعروضة، فهذه من موريتانيا وتلك من مالي وأخرى من السنغال" يعلق البائع.
تنتشر في أرجاء السوق متعلقات الهواتف وقطع غيارها، إلى جانب الملابس والأقمشة، أما السلع التموينية كالأرز والقمح والسكر والزيوت والمكرونة فهي الأكثر طلبا وروجا حيث يفد التجار لشرائها من مالي والمناطق المجاروة.
الأرز المالي الرخيص هو الآخر يتواجد بكثرة في الأسواق الأسبوعية، ويقتنيه الجميع.
أثاث المنزل "جيوه" القادم من مالي، إمحيج المستخدم في إصلاح وتحسين طعم أوعية الدهون، أكرط( الدهن الحر).
الأواني المختلفة( آدرس، التاديت،..)
الجميع يدرك أهمية هذه الأسواق في إنعاش الاقتصاد المحلي والوطني لموريتانيا، فالدولة تراقبه من بعيد دون أن تعكر صفو أصحابه، ما يضفي أجواء من الارتياح والشعور بالأمان تلمسها لدى الوافدين والساكنة لا ينغصها سوى الحديث عن الانفلات الأمني في الطرف المقابل من الحدود واحتمالات غلق الحدود مما سيؤثر دون شك على هذه الأسواق ويحد من تألقها ورواجها في نفس الوقت، فهي بلاشك رافد اقتصادي لا غنى عنه للساكنة ومظهر صارخ للاندماج والتعايش بين ساكنة المناطق الحدودية التي وحد بينها الدين والإنتماء المشترك.