إصدار تقرير «الأمة في عام»:
وكان من أعظم ما أنتجه هذا المركز: إصدار تقرير «الأمة في عام»، وهو تقرير إستراتيجي إسلامي، على غرار التقريرات السنوية التي تصدرها جهات مختلفة في مصر وخارجها، وأشهرها: تقرير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام.
وهذا التقرير يعتبر عملًا علميًّا موضوعيًّا عصريًّا مهمًّا، يشرف عليه أساتذة في العلوم السياسية، مثل: أ. د. نادية مصطفى، وأ. د. سيف الدين عبد الفتاح، ود. هبة رءوف، وعدد من الشباب الباحثين الواعدين.
وقد صدر عن المركز عدة تقريرات في عدة سنوات، وفي كل تقرير يكتب مقدمته أحد المفكرين المعروفين. وفي سنة (1994م) طلب مني د.عاكف أن أكتب مقدمة التقرير لذلك العام، كما طلب من المستشار طارق البشري أيضًا، فحظي التقرير بمقدمتين.
وكتبت كلمة عن «الأمة» التي جعلها التقرير عنوانًا له، ومحورًا يدور حوله، وما المقصود بهذه الأمة، وهي - بغير شك - الأمة الإسلامية، وهل توجد «أمة إسلامية» بالفعل أو هي أوهام في رؤوس الإسلاميين لا حقيقة لها في الخارج؟
الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم:
وقد بيَّنت في مقدمتي: أن هذه الأمة حقيقة لا ريب فيها: هي حقيقة دينية، وحقيقة تاريخية، وحقيقة جغرافية، وحقيقة سياسية، وحقيقة ثقافية، وحقيقة بمنطق المصلحة المشتركة والمصير المشترك، بل هي حقيقة بمنطق الأعداء أنفسهم التي ينظرون إليها ككتلة واحدة من المحيط إلى المحيط... ولذا يزعج إسرائيل كل الإزعاج أن تمتلك باكستان القنبلة النووية، وأن تسعى إيران إلى امتلاك الطاقة النووية.
وقد ذكرت أن هذه الأمة أمة واحدة بحكم وحدة العقيدة والشريعة والقبلة والمفاهيم والآداب المشتركة. وأن الإسلام حافظ على وحدتها بأن جسَّدها في عناصر ثلاثة هي:
1 - وحدة المرجعية العليا، التي تتمثَّل في الشريعة الإسلامية المستمدة من القرآن والسنة.
2 - وحدة الدار، وأعني بها: دار الإسلام التي تجعل أوطان المسلمين وإن تباعدت وطنًا واحدًا، يجب على الجميع أن يدافعوا عنه، ويأثمون إذا فرطوا في ذلك.
3 - وحدة القيادة التي تتمثَّل في الخلافة الإسلامية، التي ظلت تجمع الأمة تحت رايتها ثلاثة عشر قرنًا، حتى ألغاها كمال أتاتورك في سنة (1924م)، حين هدم الخلافة العثمانية، التي كانت تمثل - على ما بها - آخر تجمع للمسلمين تحت راية العقيدة... إلى آخر ما قلت في هذه الكلمة














