الشباب الموريتاني.. التحديات والآفاق- محمدي ببانه

لا يمكن الحديث عن مستقبل موريتانيا دون التطرق إلى وضعية الشباب، هذه الفئة التي تشكل العمود الفقري للمجتمع. ففي بلد مثل موريتانيا، حيث الشباب يشكلون نسبة كبيرة من السكان، تصبح التحديات التي يواجهونها مؤثرة بشكل مباشر على حاضر البلاد ومستقبلها.

التحديات: واقع معقد وضغوط متزايدة

الشباب الموريتاني اليوم يعيش وسط واقع لا يخلو من التحديات. البطالة، التي باتت تُلقب بـ”العائق الأكبر”، تظل المشكلة الأبرز. كثير من الشباب يقضون سنوات طويلة في الدراسة، فقط ليجدوا أنفسهم أمام سوق عمل محدود لا يوفر لهم فرصًا تتناسب مع مؤهلاتهم.

أضف إلى ذلك، النظام التعليمي نفسه، الذي لا يزال يعاني من ضعف في الجودة وغياب التوجيه نحو التخصصات التي يحتاجها سوق العمل. الأمر هنا لا يتعلق فقط بفرص العمل، بل بغياب الرؤية التي تجعل التعليم أداة للتغيير والتنمية.

وفي ظل هذا الوضع، يلجأ البعض إلى الهجرة نحو المدن الكبرى أو حتى إلى الخارج، بينما يجد آخرون أنفسهم محاصرين بين أحلام كبيرة وواقع مليء بالإحباطات.

فرص وآفاق: الأمل في التغيير

ورغم التحديات، فإن الأمل موجود. الشباب الموريتاني يتمتع بطاقة وإبداع لافت، ويظهر ذلك في مبادرات صغيرة بدأت تنمو في مجالات مختلفة مثل التكنولوجيا، الزراعة، وحتى الفنون.

الثروات الطبيعية التي تملكها موريتانيا تُعد أيضًا فرصة ضخمة إذا تم استثمارها بشكل سليم. فالثروة السمكية، والمعادن، وحتى الطاقة المتجددة، يمكن أن تكون أساسًا لاقتصاد قوي يستوعب الشباب ويوفر لهم فرصًا حقيقية للنمو.

من جهة أخرى، أصبحت التكنولوجيا وسيلة تمكين قوية. الإنترنت فتح آفاقًا واسعة أمام الشباب، سواء في التعليم أو العمل الحر، وحتى في ريادة الأعمال. منصات التعلم عن بُعد والمشاريع الرقمية باتت وسيلة للتغلب على محدودية الفرص التقليدية.

الطريق إلى الأمام

لكن الأمل وحده لا يكفي. ما يحتاجه الشباب اليوم هو رؤية واضحة وبرامج فعالة تجعلهم جزءًا من عملية صنع القرار. يجب أن تتجه السياسات نحو دعم التعليم والتكوين المهني، وتشجيع المبادرات الشبابية، وخلق بيئة تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وتحقيق طموحاتهم.

خاتمة

الشباب الموريتاني ليس فقط متأثرًا بالواقع، بل قادر على تغييره. التحديات موجودة، لكنها ليست نهاية المطاف. برؤية سليمة، ودعم حقيقي، يمكن لهذه الفئة أن تحول الطموحات إلى إنجازات ملموسة، ليصبحوا القوة الدافعة التي تقود موريتانيا نحو مستقبل أفضل.