خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب: مشروع استراتيجي لمستقبل الطاقة في أفريقيا

بدأ خط أنابيب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي يربط نيجيريا بالمغرب، في ترسيخ نفسه تدريجيا كمشروع كبير بفضل التقدم الحاسم.

ووصف وزير الدولة النيجيري لتنمية الصلب، أوبا مايغاري أحمدو، خط أنابيب الغاز المقترح الذي يربط نيجيريا بالمغرب بأنه “إستراتيجي لمستقبل الطاقة والاقتصاد في أفريقيا”.

وأكد في بيان نشره يوم الجمعة 24 يناير على حسابه على موقع X، أن هذه المبادرة الطموحة، التي يدعمها الرئيس بولا أحمد تينوبو، تندرج في إطار رؤية طويلة المدى تهدف إلى تعزيز الحكم الذاتي ووحدة القارة الأفريقية.

تم تصميم خط الأنابيب، الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا إلى المغرب عبر العديد من بلدان غرب إفريقيا، للاستجابة لتحديات الطاقة مع تعزيز التكامل الإقليمي.

وبحسب أوبا مايغاري أحمدو، فإن هذا المشروع "سيعمل على تنويع مصادر الطاقة ودعم النمو الاقتصادي المستدام وتعزيز مكانة نيجيريا كلاعب رئيسي في قطاع الطاقة في أفريقيا".

وبالإضافة إلى تأثيره على الطاقة، يمثل خط الأنابيب إمكانية التحول الاقتصادي والاجتماعي. وشدد الوزير على أن تشييده وتشغيله سيولد العديد من فرص العمل ويعزز الصناعة المحلية ويدعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلدان المعنية.

ويُنظر إلى هذه البنية التحتية أيضًا على أنها أداة لتعزيز التعاون بين البلدان الأفريقية، من خلال توفير مورد أساسي للطاقة مع تعزيز الترابط بين الأسواق.

ومن الممكن أن يصبح خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، انطلاقا من طموح طويل الأمد، رمزا للتكامل الأفريقي واستجابة لتحديات الطاقة التي تواجه القارة.

وتعمل رائدة هذه المبادرة من الجانب المغربي، أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروجين، على زيادة التدخلات العامة، مما يمثل ارتفاع قوة هذا المشروع الاستراتيجي.

وفي مقابلة حديثة مع مركز سياسات الجنوب الجديد، تم بثها على موقع يوتيوب، أكد بنخضرة أن المشروع قد وصل إلى العديد من المعالم الحاسمة: “لقد اكتملت الآن دراسات الجدوى والدراسات الهندسية التفصيلية على مرحلتين. »

وقد تم إجراء دراسات الأثر البيئي، وهي ضرورية للحزمة المالية والامتثال لمتطلبات الجهات المانحة، منذ عام. وسيتبع خط أنابيب الغاز، الذي يبلغ طوله أكثر من 5500 كيلومتر، طريقا بحريا إلى الداخلة قبل أن يمتد على طول الساحل الأطلسي المغربي برا للربط بخط أنابيب الغاز المغاربي-أوروبا.

وبحسب بنخضرة، فإن المعطيات التي تم جمعها تظهر ربحية المشروع وقدرته التنافسية، خاصة بالمقارنة مع الغاز الطبيعي المسال من حيث التكلفة والقدرة والنقل. ويستفيد هذا المشروع، الذي تشارك فيه المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وموريتانيا وبلدان الساحل غير الساحلية، من التعاون الإقليمي المعزز. وسوف يتم قريباً التوقيع على الاتفاقية الحكومية الدولية، وهي خطوة أساسية، من قبل رؤساء الدول المعنية.

ومن المنتظر أن يصدر القرار الاستثماري النهائي بداية العام الجاري 2025. وسيكون مدعما باستشارات مالية وقانونية، فيما سيتم تنقيح المناقصات. ويتضمن المشروع، الذي تم تصميمه على مراحل بمساعدة شركات متخصصة، ثلاثة أقسام رئيسية:

القسم الجنوبي: امتداد خط أنابيب الغاز الحالي الذي يربط نيجيريا بغانا وساحل العاج.

القسم الشمالي: يغطي السنغال وموريتانيا والمغرب، مع ربط بخط أنابيب الغاز المغاربي-أوروبا لتزويد أوروبا.

الاتصال المركزي: توصيل الأجزاء الوسيطة.

مبادرة مدفوعة بالرؤية الإستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس النيجيري السابق محمد بخاري، سيساعد خط الغاز هذا على تحسين الولوج إلى الطاقة في البلدان التي يمر بها، والتي تقل نسبة كهربة بعضها عن 40٪. كما أنه سيحفز مختلف القطاعات الاقتصادية، ويخلق فرص العمل والثروات.

وعلى الرغم من التحديات، تظل أمينة بنخضرة متفائلة: “لقد تم التغلب على العديد من التحديات، ولا يزال هناك تحديات أخرى في المستقبل. سنواصل جهودنا لتحقيق هذا المشروع الاستراتيجي المثير والتواجد هناك. »

المصدر

https://lareleve.ma/143119/