
لا أريد فى هذا المقام الحديث عن الخط التحريري للزميل،حنفى ولد الدهاه،تزكية أو انتقادا،بقدر ما أريد استنطاق الصورة البشعة للاعتداء على الزميل.
الصورة تقول لقد وصل المجتمع المتلقى لبعض الأعمال الصحفية لحد الانفجار و التعامل بصيغة غابوية موغلة فى الوحشية و الهمجية،كل هذه المعطيات منذرة بتعرض الممتهنين للعمل الصحفي للمزيد من المخاطر،إن لم تتدخل الجهات المعنية بصورة صارمة و حسم سريع رادع، لإيقاف مسلسل الاعتداء البدني الفظيع على أجساد الصحفيين،و أمام مقرات عملهم!.
لقد نزل الخبر كالصاعقة،حيث تفشى بسرعة،و غلب الاستنكار على ما سواه من مواقف مسوغة و ممجدة أحيانا للعنف،مع بثوث موسيقىة صاخبة تزكى ما قام به المعتدى،و كأن بعضنا دخل للتو معركة معلنة،ضد الصحافة و الصحفيين،حين لا تتماشى مع ذوقه و مصالحه الضيقة!.
من لم يتوافق مع أي عمل صحفي له حق الرد او الشكوى لدى القضاء،أو كلاهما معا،أما اللجوء للعنف،إنما يعنى باختصار تكريس السلوك الغابوي و استهداف المهنة الصحفية فى جميع أوجهها.
فى يوم الأربعاء 28/8/2024 سجنت و أقلت،و فى الأحد 26/1/2025 تم الاعتداء بصورة فظيعة على الزميل حنفى ولد الدهاه،فهل ثمة من يخدمه هذا المسلسل؟!،و لماذا لا نعمل بحسم و صرامة و رد الاعتبار فورا لصاحبة الجلالة و مهنة المتاعب،أم هل التنمية فى نظر البعض تعنى استهداف الصحفيين و الإضرار بهم،معنويا و ماديا.
شخصيا موقن بأن الجهة الرسمية بقيادة الرئيس و الحكومة الحالية لا يخدمها هذا التوجه، و لا ترغب فيه مطلقا،مما يدفعني للاعتقاد بأن رد الاعتبار للمعتدى عليهم سيكون ملموسا و قريبا،بإذن الله،و لا يعنى هذا عدم وجود حالات أخرى فى سياق الاعتداء و الإضرار و الاستفزاز.
و من وجه آخر ربما من حقنا التساؤل،هل ثمة من داخل النظام القائم أو من خارجه من يخدمه هذا التوجه المؤلم ضد الصحفيين،و محاولة التأثير السلبي على رتبة موريتانيا لدى المنظمات الإعلامية(مراسلون بلا حدود و غيرها)فى مجال التنويه بدرجة حرية الصحافة عندنا؟!.
لقد حصل الاعتداء ضد الزميل أمام مقر عمله و تضرر و سالت الدماء بغزارة من فمه على ثوبه،ليصبح ذلك الدم الأحمر القانى دليلا على الولوج لمرحلة جديدة،ربما تخدم أعداء المهنة الصحفية و خصوم الرئيس الحالي،محمد ولد الشيخ الغزوانى،و كان الشهود حضورا،و توجه حنفى للمستشفى على الفور و تقاطر الأهل و الزملاء على المستشفى و انتشر الخبر فى الوسط الإعلامي انتشار النار فى الهشيم الجاف المتصحر!.