إليكم نُتفا من أحكام المطر وآداب الليلة المَطيرة، فقد انحلَّت عُرَى السَّماء في مواضع شتَّى، نسأل الله صيِّبا نافعا، يعمّْ البلاد، ويسعد به العباد.
من الآداب والأحكام:
1. الدُّعاء المأثور: ومن أصحِّه (اللهمّ صَيِّبا نافعا) رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد , وغيرُهما.
2. الدُّعاء عند سماع الرَّعد والصَّواعق: ومنه حديث ابن عمر مرفوعا: (اللهمَّ لا تقتُلنا بغَضبك, ولا تُهلكنا بعَذابك وعافِنا قبل ذلك) رواه أحمدُ وغيرُه , وصحَّحه الحاكم, وفيه ضعف.
ومنه ما رواه مالك عن ابن الزُّبير: (سُبحان من سبَّح الرَّعدُ بحمده والملائكة من خِيفته)
3. التَّعرض للمَطر والتَّبرُّك به: لحَديث أنس قال: ...فحسَر رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم - ثوبَه حتى أصابه من المطر, فقلنا يا رسول الله لمَ صنعت هذا؟ قال: ( لأنه حديث عهد بربِّه) رواه مسلم وغيره.
4 .جمع الصَّلاتين: واستُدلَّ له بحديث ابن عباس: أن النبي صلَّى الله عليه وسلم صلى بالمدينة سبعاً وثمانيا, الظهرَ والعصر، والمغرب والعشاء، فقال أيوب السّختياني: لعله في ليلة مطيرة؟ قال: عسى. رواه مسلم.
قال ابنُ حجر في الفتح: (واحتمالُ المطر قال به أيضاً مالك عقب إخراجه لهذا الحديث...)
ورواية مسلم وغيره لهذا الحديث بلفظ (من غير خوف ولا مطر) تُفيد أن المطر كان يُجمع له.
5. قول المؤذِّن: (ألا صلُّوا في الرِّحال): لحديث ابن عمر أنَّ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلم كان يأمر المؤَذِّن إِذَا كانت ليلةٌ باردة ذاتُ مطر يقول: (أَلا صلُّوا في الرِّحال) متفق عليه.
6. مشروعية الصَّلاة في البيوت وترك الجماعة لأحاديث (صَلُّوا في الرِّحال) في الموطأ والمسند والصحيحين وغيرها.
7. ليست الرُّخصة في التَّخلُّف خاصَّة بالمطر الكثير, وإنَّما تُشرع في المطر الخفيف أيضا, لحديث أبي المليح عن أبيه قال: أَصابتنا سماءٌ لم تَبُلَّ أسافلَ نِعالنا فنادى منادي رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: (أَن صلُّوا في رحلكم) رواه أحمد وابن ماجه.
8. حديث أبي المليح دليل على أنّه لا يُشترط اجتماع البرد والمطر لحصول الرُّخصة, بل تحصل بانفراد كلِّ واحد منهما, وقد بيَّن ذلك ابن حبَّان في صحيحه, واستدلَّ بحديث ابن عمر بلفظ (في اللَّيلة المطيرة أَو الباردة)
9. شُكر الله وذكر فضلِه والحذر من قول مطرنا بنوء كذا.. لحديث خالد بن زيد عند البخاري: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحُدَيبِية، فأصابنا مطر ذاتَ ليلة..وفي الحديث: (قال اللَّه: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي، فأما من قال: مُطِرنا برحمة اللَّه وبرزق اللَّه وبفضل اللَّه فهو مؤمن بي، كافر بالكوكب، وأما مَن قال مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب)
وفي هذا المعنى قول مًطرنا بفضل فلان أو ببركة زيارة فلان أو مجيئه كما هو منتشر في مجتمعاتنا.. فليترك كل ذلك لقول: مطرنا بفضل الله.
10. إذا ظهر ضررٌ من المطر نَدعو بالمأثور في حديث أنس عند البخاري وغيره مرفوعا: (اللهمَّ حوالينا ولا علينا..... ) حتى تزول المخاوف.
دُمتم بسلام في بركات صيِّبٍ نافع.