الفكر(نواكشوط) كانت تعرف حتى وقت قريب باسم سوق الفحم لكن شهرتها الحقيقية كانت في بيع الحبوب ومشتقاتها حيث كان أزيزماكينات الطحن وغبار ذرالحبوب ،وما يجلب من حيوانات داجنة أول ما يطالع الداخلين إلى السوق.
كانت سوقا شعبية بامتياز يقصدها الباحثون عن المنتوجات التقليدية الأصيلة كالألبان المبسترة ومشتقاتها من الدهون ذات الطعم المميز والنكهة الخاصة. وحتى الأطعمة المجففة كالكسكس. إلى جانب هواة التسوق من محلات الصاغة وبائعي الحلي والمجوهرات أوالراغبين في بيع ما معهم من ذهب وأحجار كريمة.
ماض مفعم بالثراء والتنوع لم يبق منه اليوم سوى ذكريات باهتة لدى قدماء الباعة ورواد السوق.
ومع ذلك لايعدم المتجول في أرجاء السوق حوانيت حافظت على طابعها القديم وصمد أصحابها أمام طوفان محلات بيع الحلويات والمنتجات الاستهلاكية المستوردة من الصين. والتي اجتاحت السوق من جهة الشرق، كامتداد لمحلات شارع الرزق المجاور.
إنها اليوم بامتداداتها المزود الأول للكثير من دكاكين التجزئة بالسلع التموينية.
أما قلب السوق فيحتله باعة اللحوم الحمراء مع حضور خجول لبائعات السمك.
فيما تتراص منافذ بيع الخضروات والحبوب ،دون نظام في جنبات السوق تزاحمها طاولات بيع المنظفات المنزلية والسموم والمبيدات الحشرية، وحتى الملابس المستعملة.
أما الفحم الذي كان يوما ما السلعة الرائجة حتى عرفت السوق باسمه فلم يعد له من أثر سوى أكوام من تراب متفحم طمرتها أقدام المارة وعربات الحمير، وعمليات الحفرلإنشاء محلات جديدة تستوعب التحول الحاصل في أرجاء السوق.
إنها اليوم سوق بلا هوية وبلا خصوصية ،بعدما حاصرتها أسواق وسط المدينة من كل حدب وصوب.، وقضت على ما تبقى من خصوصيتها حتى ولو كان بيع الفحم أوالضوضاء المتصاعدة من ماكينات طحن الحبوب وغبارها المتصاعد.