السفير الجزائري بواشنطن يؤكد أن الجزائر أصبحت الآن وجهة آمنة للسفر

تؤكد الجزائر نفسها على الساحة الدولية كوجهة آمنة وجذابة، حسب تصريحات صبري بوقادوم، السفير الجزائري في واشنطن.

وفي مقابلة مع صحيفة USA Today Business Focus الأمريكية، أبرز الدبلوماسي الجهود التي تبذلها الجزائر لتعزيز دورها الدبلوماسي وجذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير إمكاناتها السياحية.

ومن بين النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها تتعلق بالعلاقات الثنائية بين الجزائر والولايات المتحدة. وأكد بوقادوم أن مباحثات مثمرة جرت مع الإدارة الأمريكية، خاصة مع وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخارجية أحمد عطاف، بهدف تعزيز التعاون في مجال الأمن والاستثمار. وتتطلع الجزائر، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، إلى لعب دور أكثر نشاطا على الساحة الدولية، والمساهمة في الاستقرار الإقليمي وجذب رأس المال الأجنبي.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أبرز بوقادوم ديناميكية الاستثمارات الأمريكية في الجزائر، خاصة في قطاع الطاقة الذي يستفيد من شراكة تمتد لأكثر من عقدين من الزمن بين البلدين. ولكن هذا التعاون لم يعد يقتصر على الهيدروكربونات. وتحظى مجالات جديدة مثل الزراعة والطاقة المتجددة والتعدين باهتمام متزايد من جانب المستثمرين الأميركيين. على سبيل المثال، قامت شركة جزائرية مؤخرا باستيراد 25 ألف بقرة من الولايات المتحدة، وهو ما يوضح نمو التجارة في القطاع الزراعي.

وتعتمد الجزائر أيضًا على مواردها الطبيعية الهائلة لتضع نفسها كلاعب رئيسي في تطوير الطاقات المتجددة. وبفضل إمكاناتها الشمسية الهائلة في الصحراء الكبرى، تستثمر البلاد في مشاريع الطاقة النظيفة وتستكشف الفرص التي يوفرها الهيدروجين الأخضر، الذي يُنظر إليه كبديل واعد لمستقبل الطاقة العالمي.

وبالإضافة إلى القضايا الاقتصادية، أراد الدبلوماسي طمأنة الناس بشأن الأمن في الجزائر، وهو الموضوع الذي أعاق لفترة طويلة تطوير السياحة. وأقر بأن صورة البلاد لا تزال تحمل آثار العشرية السوداء، لكنه أصر على أن الجزائر أصبحت اليوم وجهة مستقرة وآمنة. وتجري حاليا مبادرات لتشجيع منظمي السياحة على زيارة البلاد ورؤية تطورات الوضع بأنفسهم.

"نقوم بتنظيم الجولات حتى يتمكن منظمو الرحلات من اكتشاف الجزائر، حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة بدلاً من الاعتماد على تصورات عفا عليها الزمن."، كما قال بوقادوم على وجه الخصوص.

بفضل تراثها الثقافي والتاريخي الغني الذي لا يقدر بثمن، تنوي الجزائر أن تصنع لنفسها مكانا على خريطة السياحة العالمية. لا يعرف سوى عدد قليل من المسافرين أن البلاد لديها ثاني أكبر عدد من الآثار الرومانية بعد إيطاليا، فضلاً عن المناظر الطبيعية ذات التنوع المثير للإعجاب، والتي تتراوح من جبال القبائل إلى كثبان رملية كبيرة في العرق الغربي. ويتم تطوير الدوائر السياحية لتسليط الضوء على هذه الكنوز وجذب عدد متزايد من الزوار الدوليين.

واختتم السفير بالتأكيد على التزام الجزائر بمواصلة انفتاحها الاقتصادي والدبلوماسي. ومن خلال تعزيز جاذبيتها أمام المستثمرين وإعادة تأهيل صورتها على المستوى الدولي، تهدف البلاد إلى لعب دور رئيسي في المنطقة واستغلال إمكاناتها بالكامل. ورغم العديد من التحديات التي لا تزال قائمة، إلا أن هناك تفاؤلا بشأن مستقبل بلد في مرحلة تحول كامل، ومستعد للترحيب بالعالم بأذرع مفتوحة.

https://dnalgerie.com/voyage-lalgerie-est-desormais-une-destination-sure...