الصين تعتزم بناء مجمع صناعي في الجزائر

تواصل الجزائر سعيها بنشاط لتحقيق طموحاتها في تنويع الاقتصاد من خلال تنفيذ مبادرات صناعية كبرى، حسبما كتبت صحيفة لا نوفيل تريبيون.

وفي هذا الإطار، تستعد الجزائر لتدشين مشروع طموح من شأنه أن يُحدث تحولاً كبيراً في قطاعها الصناعي، ألا وهو بناء أكبر مجمع صناعي في أفريقيا، حسب ما يقال. ويعد هذا المشروع نتيجة شراكة استراتيجية بين المجموعة الجزائرية كوندور والشركة الصينية العملاقة هايسنس، وهما شركتان ترغبان في ترك بصمتهما على قطاع التصنيع في الجزائر وخارجها.

شراكة استراتيجية بين كوندور وهايسنس

تم إضفاء الطابع الرسمي على هذه الاتفاقية من خلال توقيع عقد بين عبد الرحمن بن حمادي، الرئيس المؤسس لمجموعة كوندور، وجيسون أو، نائب رئيس شركة هايسنس في أفريقيا والشرق الأوسط. وأضافت صحيفة لا نوفيل تريبون أن توقيع هذه الاتفاقية مهد الطريق أمام تعاون واسع النطاق بين الشركتين، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي وتعزيز القدرات الصناعية للبلاد.

ومن المتوقع أن يكون لهذه الشراكة تأثير كبير على الاقتصاد الجزائري، وخاصة في قطاعي الإلكترونيات والأجهزة المنزلية.

برج بوعريريج يرحب بالمشروع الجديد

سيتم إنشاء المجمع الصناعي في برج بوعريريج، وهو مركز صناعي معترف به في الجزائر، وهو مشروع استراتيجي للبلاد. ويهدف المشروع إلى تعزيز الإنتاج المحلي للأجهزة الإلكترونية والمنزلية، بهدف تقليل اعتماد البلاد على الواردات وإنشاء مركز تصدير نحو أفريقيا والشرق الأوسط. وتسعى الجزائر بالفعل إلى تنويع اقتصادها الذي يعتمد بشكل كبير على المحروقات، ودعم قطاعها الصناعي الذي يعد رافعة أساسية لتطورها المستقبلي، حسب المصدر نفسه.

تعزيز الإنتاج المحلي والصادرات

وسيكون لهذا المشروع أيضًا آثار إيجابية على الاقتصاد المحلي. ومن المتوقع أن يؤدي بناء وتشغيل المصنع إلى توفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى دعم نمو الصناعات المحلية. وسوف تتمكن القوى العاملة الجزائرية من الاستفادة من التدريب والخبرة الفنية التي تقدمها كوندور وهيسنس، وبالتالي تعزيز المهارات المحلية وتحفيز الابتكار في القطاع الصناعي.

وبالنسبة لشركة هايسنس، تمثل هذه الشراكة أيضًا خطوة استراتيجية في رغبتها في تعزيز حضورها في أفريقيا، وهي سوق رئيسية لتطورها الدولي.

هايسنس: توسع رئيسي في أفريقيا والشرق الأوسط

وترى العلامة التجارية الصينية، الرائدة عالميا في مجال الإلكترونيات والأجهزة المنزلية، في الجزائر منصة مثالية لتوسيع أنشطتها في أفريقيا والشرق الأوسط. ومن خلال الاعتماد على البنية التحتية الصناعية الجزائرية، لن تتمكن شركة هايسنس من تلبية الطلب المحلي فحسب، بل ستتمكن أيضًا من توريد منتجاتها إلى الأسواق الإقليمية، وخاصة تلك الموجودة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط.

ومن ثم فإن تأثير هذا المشروع يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد بناء مجمع صناعي. وهو يندرج في إطار رؤية أوسع نطاقا لتنويع الاقتصاد وتصنيع البلاد وتعزيز اندماج الجزائر في دوائر الإنتاج والتصدير العالمية. ومن خلال مبادرات مثل هذه، تعمل الجزائر تدريجيا على تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة التصنيع الإقليمية، كما أن شراكتها مع شركات دولية مثل هايسنس تظهر بوضوح رغبة البلاد في التطلع بحزم نحو المستقبل.

https://www.leconomistemaghrebin.com/2025/02/21/la-chine-va-construire-u...