في عهد الرئيس غزواني.. استبعاد الصحافة من إفطارات القصر..

دأبت التشريفات الرئاسية على استبعاد الصحافة وممثلي الهيئات الصحفية من إفطار القصر الرمادي منذ  أن تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم.
التقليد الذي لم يتخلف ولو مرة وحدة حتى في الدعوة الأخيرة مساء أمس يشكل نشازا في تعاطي الرؤساء السابقين مع الصحافة و ممثلي الصحافة والإعلام والذين كثيرا ما يروق لهم أن يوصفوا بالسلطة الرابعة!!
ولا شك أن الإجراء يطرح أكثر من تساؤل حول أسبابه ودوافعه، وما إذا كان الأمر يتعلق بضعف التنسيق أو تعذر الاختيار من بين المؤسسات الصحفية، أو ان الأمر يعود إلى صعوبات ضبط القطاع الإعلامي والذي يظل عصيا على التنظيم والضبط مالم تشرك هيئاته النقابية، وتوضع معايير واضحة للاختيار..
إن استبعاد الصحفيين من دعوات القصر يدحض دعاوى ترقية الحقل الصحفي، وشعارات حرية التعبير، ولا يتسجم بحال من الأحوال  مع سياسة الانفتاح على الإعلاميين، وتبوؤهم المكانة اللائقة باعتبارهم رافد الوعي المجتمعي، وأداة توجيه الرأي العام، ومنارات الإشعاع المعرفي والثقافي..
إن الوصاية على الصحفيين بفصلهم عن المجتمع المدني الذي يدعى ممثلوه لهذه التظاهرات ينبغي أن يكون مصدر تنديد من الصحافة ومن  الهيئات النقايية، وأن لا يمر كأي حدث عادي، فالصحفيون هم رواد التنوير، وموجهو الرأي العام، وبوصلة الإصلاح والوعي في المجتمع، لذا ليس من اللائق استبعادهم من مثل هذه المحافل، ولا تجاهلهم أو تناسيهم في الدعوات.
ويرى مراقبون أن هذا الإقصاء يحرم رئيس الجمهورية من فرصة الاطلاع المباشر على التحديات والمشاكل الوطنية من خلال الصحفيين، الذين يمثلون قلب المجتمع وصوته. كما أنه يتناقض مع الصورة التي عُرف بها الرئيس غزواني كرجل مثقف يدرك أهمية الصحافة ودورها في تعزيز الشفافية والديمقراطية..
رئيس تجمع الصحافة المستقلة
آبيه محمد لفضل