هذه المعركة قابلة للانتصار: خبير في شؤون الصحراء يكشف كيف تُسهم التكنولوجيا والتمويل والاستراتيجيات الصينية في دعم هذا المشروع البيئي الطموح.
قبل نحو عقدين من الزمن، أطلقت الدول الأفريقية خطة جريئة: "سور أخضر عظيم" بطول 7.700 كيلومتر لوقف زحف الصحراء الكبرى جنوباً. ومع ذلك، مرت سنوات وتوقف التقدم بعد أن عانى المشروع من نقص التمويل وعدم الاستقرار السياسي ونقص الحلول القابلة للتطوير.
دخلت الصين، التي تبرز الآن بقدرات هندسية بيئية متقدمة، إلى ساحة المعركة.
في ندوة عُقدت في بكين، كشف لي جيا تشيانغ، الخبير الرائد في مجال التصحر بمعهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، عن دور الصين الخفي في مكافحة أفريقيا للتصحر.
قدّمت تصريحاته نظرةً نادرةً ومُفصّلةً عن كيفية إعادة تشكيل التكنولوجيا الصينية والتمويل والبراغماتية الاستراتيجية لأحد أكثر المشاريع البيئية طموحًا في العالم، ولماذا تنظر بكين إلى هذا كفرصة دبلوماسية واقتصادية.
لطالما كانت منطقة الساحل، وهي حزام شبه قاحل يمتد من السنغال إلى جيبوتي، بؤرةً للكوارث البشرية الناجمة عن تغير المناخ. فقد حوّلت عقودٌ من الجفاف وإزالة الغابات والرعي الجائر مساحاتٍ شاسعةً إلى أراضٍ قاحلة، مما أدى إلى نزوح ملايين الأشخاص وتأجيج دورات الفقر والصراع.
أُطلقت مبادرة الجدار الأخضر العظيم للاتحاد الأفريقي عام 2007، بهدف استعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030، وامتصاص 250 مليون طن من الكربون، وخلق 10 ملايين فرصة عمل.
ومع ذلك، فبحلول عام ٢٠٢٠، لم يتحقق من المشروع سوى ٤٪ من الهدف الأصلي، وفقًا للي جيا تشيانغ.
وقال لي في فيديو نشرته الأكاديمية في ٣ مارس الجاري: " كانت التحديات هائلة: هطول أمطار غير منتظم، وتربة فقيرة، ونمو سكاني أسرع مما تستطيع الأرض استيعابه".
وأضاف: "لكن تجربة الصين تُظهر أن هذه المعركة قابلة للانتصار".
لعقود، خاضت الصين حربها الخاصة ضد الصحاري، وأنشأت جدارها الأخضر الخاص، وهو جهد وطني للحماية من زحف الصحراء.
أصل الخبر
Why is China quietly helping Africa build a Great Green Wall across the Sahara?