أكدت الجزائر، على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، في جلسة مجلس الأمن الشهري حول “الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية”، على ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتنفيذ جميع مراحل الاتفاق الذي خرقه الكيان الصهيوني.
وفي كلمته أمام المجلس، يوم أمس الجمعة، أشار بن جامع إلى أن “الصور المرعبة” لضحايا العدوان الصهيوني على غزة قد عادت إلى الظهور بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في جانفي الماضي.
وأضاف أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في حالة من الرعب والعجز والتدمير، مع استئناف العدوان الأسبوع الماضي والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، بينهم 174 طفلاً و89 امرأة و32 مسنًا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 500 آخرين.
وأضاف ممثل الجزائر أن العدوان خلف مقتل موظف في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع وخمسة من عمال وكالة الأونروا، ما يشير إلى أن الاحتلال يعتبر العاملين الإنسانيين “أهدافًا مشروعة”.
وفي إطار دعوته لحماية المدنيين، شدد بن جامع على أن “حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة واحترام مبادئ مثل التمييز والتناسب ليست خيارًا بل التزامًا”. كما أكد على ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ جميع مراحل الاتفاق من أجل تحقيق وقف دائم وكامل لإطلاق النار.
وتطرق بن جامع إلى أن أساليب الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني في غزة ليست محصورة في القطاع فقط، بل هي منتشرة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يهدف الاحتلال إلى “إبادة آفاق الدولة الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه”.
وأشار إلى أن الاحتلال يواصل سعيه لتحقيق “السيادة الكاملة” على الضفة الغربية من خلال القتل والتشريد القسري والاستيطان وهدم المنازل.
ولفت إلى أن الاعتداءات المستمرة من المستوطنين ضد الفلسطينيين، والتي تشهدها الأراضي المحتلة، تتم دون عقاب، مشدداً على أن هذه الأعمال تعد انتهاكًا صارخًا لقرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار 2334.
وفي ختام كلمته، تساءل بن جامع عن “متى سنرتقي إلى مستوى التزاماتنا ونفرض احترام وتنفيذ قراراتنا الجماعية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف؟”، مؤكدًا أن الأمن الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية والحوار، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.