لم يزل - ولن يزال مادام الحال هكذا - مدرسو هذه البلاد معبرا ، وجسرا يمر عليه غيرهم لتحقيق أهدافه وغاياته في الحياة .
والغريب أن المارين بهم - إلا من رحم ربك - نادرا ما يلتفتون خلفهم ليروا وضع (ونسخ) من كانوا لهم نعم الرافعة .
واذا قدر لأحدهم أن يلتفت ، فلكي يتأكد انه ابتعد فعلا عن الرافعة ، وأن البون بينه وبينها أصبح شاسعا .
ينسى السياسي عند أول تعيين أنه مر يوما بالمدرس ، وينسى الإداري حين يدلف إلى مكتبه ، من كان وراء وصوله لما وصل إليه ، واما رجل الأمن ورجل الأعمال ، فهم أشد نسيانا واضعف ذاكرة اتجاه المدرس.
نحن أمة جبلت على ازدراء العلم وأهله ، وتقديس المال وجامعيه.