انطلقت اليوم الخميس على عموم التراب الوطني الحملة الثانية للتلقيح ضد كورونا في إطار جهود السلطات الموريتانية لمواجهة الموجة الثالثة من كورونا وقد عبأت السلطات للحملة من خلال إشراك المجتمع المدني ، وتعبئة الموارد اللازمة على مستوى توفير اللقاحات الضرورية حيث تستهدف الحملة تلقيح أزيد من 300مواطن على مدى فترة الحملة التي تستمر أسبوعا.
انطلاقة متعثرة
في ولاية انواكشوط الغربية كان الانطلاق الرسمي للحملة من المركب الاولومبي، فيما توافد على المكان عشرات المواطنين ومنذ ساعات الصباح الأولى لكن الارتباط بموعد التدشين الرسمي للتظاهرة ولد حالة من التذمر والسخط لدى المواطنين الذين كانوا ينتظرون دورهم في أخذ اللقاح.
العامل بشركة مافسي للاسمنت عبد الله سيد محمود قال إنه حضر وسبعة من زملائه إلى الملعب في حدود السابعة صباحا ومنذ ذلك الوقت وهم في الانتظار وقد شارفت الساعة حدود الثانية عشر ظهرا ، ثم وهو يشير على حالة الفوضى والتدافع التي تعم المكان –هذا غيرمقبول وهناك استهتار بإجراءات الوقاية فهذا التزاحم على التسجيل غير مقبول وكان الأولى تنظيم العملية في أول أيامها، بدل تكريس كل الجهود لمراسيم التدشين الرسمي على بعد أمتار من المكان.
وهو ما عبرت عنه إحدى المراجعات كانت في انتظار دورها في الدخول أمام إحدى النوافذ المعدة لاستقبال المراجعين والتي كانت موصدة حينها في انتظار التدشين، حيث قالت إن منظر التدافع والزحام بهذا الشكل غير حضري، ويتنافى مع أبسط الإجراءات الاحترازية، وتتساءل أين دورالسلطات الصحية والجهات المتعاونة معها في التوعية ضد هذه المسلكيات.
من جانبه قال محمد عبد الرحمن أحد المراجعين في تقييمه لأول أيام الحملة إن الوضع محبط في هذا المركز بسبب طول الانتظار وعدم احترام التباعد، ولا التقيد بالنظام فبعدما أعلنوا عن لوائح للتسجيل تم الابلاغ عن إلغائها ليترك الأمرإلى الأ ساليب الإدارية المعهودة كالوساطة والمحاباة والمحسوبية على حد تعبيره.
إقبال كثيف
في العديد من مراكز التلقيح كان الاقبال كبيرا منذ ساعات الصباح الأولى خاصة في المستشفيات الكبرى والمراكز الصحية لكن التقيد بعدد محدد لكل مركز أثار استغراب بعض المراجعين في الوقت الذي تتحدث فيه السلطات عن حملة للتلقيح ودعوة للمواطنين بالتوجه إلى مراكز التلقيح كما يقول أحد المراجعين توجه إلى مستشفى زايد في الصباح الباكر ليجد أمامه العشرات في طابور ممتد للتسجيل لكنه فوجئ عندما أعلنوا عن الانطلاق أن العدد المستهدف بالتلقيح لهذا اليوم قد اكتمل وهو 60 فردا، وأن هناك تسجيلا ليوم غد أيضا واكتملت اللائحتان دون أن يصل دوره، فما كان منه إلا أن طلب السماح له بالتسجيل على لائحة الانتظار ليوم الاثنين المقبل، ليخرج من المستشفى دون أن يأخذ اللقاح كما كان يمني نفسه!!
في المركز الصحي لتأهيل الأعضاء كانت العملية أكثر تنظيما وانسيابية فرغم الاقبال على التلقيح إلا أن عدم ارتباط المركز بفعاليات التدشين الرسمية ساهم في تسريع الإجراءات وهكذا تحدث مراجعون لموقع الفكر عن شكرهم السلطات الصحية لتسهيل العملية بما في ذلك الحصول على بطاقة التلقيح مباشرة والتي يحتاجها السائقون بعدما أصبحت شرطا للخروج من العاصمة.
الحسن آمدو قال: إنه حضر مع أسرته في حدود العاشرة، ولم يجد أمامه طابورا طويلا ليأخذ اللقاح ويخرج وهو يلوح ببطاقة التطعيم الزرقاء!! وقال إنه يدعو المواطنين للتوجه إلى مراكز التلقيح فهذا واجبهم الوطني والصحي وأن لا يلقوا بالا لحملات التشويه والدعايات المغرضة التي لا دليل عليها حول عدم جدوائية اللقاح على حد تعبيره.
كميات محدودة
السلطات وفي ظل الحديث عن سقف أعلى للحملة الجارية وهو تطعيم أكثرمن 300ألف شخص يبدو أنها انتهجت طريقة معينة لتوفير اللقاحات سواء بالتحكم في كمية اللقاحات الموزعة على مركز للتطعيم كما هو الحال في مراكز وسط المدينة والتي سرعان ما استنفدت كل حصتها بعد ساعتين أو ثلاث من بدء الحملة كما صرح بعض المراجعين في مركز تأهيل الأعضاء لموقع الفكر، أو من خلال التحكم في أعداد من يأخذون اللقاح وعلى أساس أن لا يزيدوا على 60 شخصا في اليوم كما هو الحال في طب زايد وغيره من المراكز الصحية الكبرى.
لقاح جونسون
إذا كانت الحملة الأولى اعتمدت اللقاحين الصيني "سوفارم" والبريطاني "فاريزر" فإن الحملة التي انطلقت اليوم اعتمدت بالدرجة الأولى لقاح "جونسون" الأمريكي والذي يؤخذ لمرة واحدة على خلاف اللقاحين السابقين وهو ما كان مصدر ارتياح الكثيرين كما صرحوا للفكر حيث لا يتطلب الأمر الكثير من الانتظار قبل الحصول على بطاقة التطعيم الزرقاء والتي تحمل بيانات الشخص وختم المركز الصحي الذي أجرى فيه التطعيم.
حضور خجول
في الافتتاح الرسمي للحملة بالملعب الأولمبي كان حضور المجتمع المدني ضعيفا وفيما عدا ممثلي إحدى الجمعيات الكشفية، أو بعض منتسبي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المكلفين بمهام التوعية والتحسيس لم يكن هناك أي دور يذكر للمجتمع المدني.
منسق إحدى الجمعيات الكشفية السالم فال صرح لموقع الفكر أن جمعيته على ارتباط بحملات وزارة الصحة وكثيرا ما كلفت بمهام التعبئة والتحسيس حتى في حملات التطعيم والتلقيح الدورية.
وأوضح المنسق أن جمعيته التي يوجد مقرها بتيارت لا تطلب أية تعويضات في مقابل عملها التطوعي ومع ذلك لا ترفض التعويضات المقررة للاتصال والنقل، مؤكدا أن لديهم تجربة عريضة في التوعية بالوسائل المباشرة وحتى باللغات الوطنية.