تضطلع الكلى بدور حيوي بالغ الأهمية في جسم الإنسان من خلال تصفيته من السموم وتنظيم ضغط الدم، وتحتاج إلى قدر كبير من الرعاية للحفاظ على سلامة وظائفها.
وفي تقرير نشره موقع "ياهو" (Yahoo)، تقول الكاتبة جولي ستيوارت إن نحو 37 مليون أميركي يعانون من مرض الكلى المزمن، وهي حالة مرضية تشمل تدهور وظائف الكلى تدهورا تدريجيا يعزز احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة، والأخطر أن 9 من كل 10 أشخاص مصابين بهذا المرض لا يعرفون أن لديهم مشكلة صحية في الكلى.
ويعدّ داء السكري وارتفاع ضغط الدم والتقدم في العمر من العوامل التي تعزز خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن، ولكن هناك بعض الأساليب والعادات البسيطة التي يمكن اتباعها لتقليل احتمالات الإصابة بهذا المرض والحفاظ على سلامة الكلى.
تجنب الإفراط في تناول اللحوم والبروتينات
قد يسبب الإفراط في تناول اللحوم مشاكل للكلى، فعندما يهضم جسمك البروتينات، فإنه يفرز مواد ثانوية ينبغي تصفيتها من الدم والتخلص منها عن طريق الكلى.
هذه العملية قد تؤدي إلى إجهاد الكلى المريضة، كما أن هناك أدلة علمية على أن تناول كثير من البروتينات قد يضرّ أيضا بالكلى السليمة.
وقد نفّذت جامعة "جونز هوبكينز" دراسة على امتداد 20 عاما على مجموعة من المتطوعين الذين لا يعانون من أمراض الكلى ويستهلكون كميات كبيرة من اللحوم، وبخاصة اللحوم الحمراء والمعالجة، فوجدت أن خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن يزيد بنسبة 23% مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون كميات أقل من اللحم.
فإذا كنت تتناول اللحوم بكثرة، أو تستهلك كثيرا من البروتين، فعليك أن تنتبه جيدا لأن ذلك يضر بسلامة الكلى.
زيادة تناول الألياف
يقول الباحث خوان جيسوس كاريرو، أستاذ أمراض الكلى في معهد كارولينسكا بالسويد، إن عملية استقلاب الألياف (الأيض أو عملية التمثيل الغذائي) تفرز مركبات مفيدة تعمل على تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الالتهابات، وهما عاملان مهمان لصحة الكلى. ويضيف كاريرو أن هذه العملية تقلل أيضا من إنتاج السموم التي تضرّ بالكلى.
ووجدت دراسة نشرت في "المجلة البريطانية للتغذية" أن خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن ينخفض بنسبة 11% مقابل كل 5 غرامات من الألياف التي تستهلك يوميا.
قلل الصودا
وفي دراسة نشرت في مجلة "الجمعية الأميركية لأمراض الكلى"، ترتبط كل وجبة إضافية من المشروبات المحلاة بالسكر -على غرار المشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة- خلال الأسبوع الواحد بزيادة خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن بنسبة 18%.
ويوضح الدكتور كاريرو أن تناول كميات كبيرة من السكر يرفع مستوى الغلوكوز في الدم، وقد يؤدي في النهاية إلى تلف الأوعية الدموية في الكلى.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي العديد من المشروبات السكرية، بخاصة الغازية، على كميات عالية من الفوسفور المعدني الذي يعزز مخاطر تلف الكلى.
ومن الأفضل تعويض المشروبات الغازية والسكرية بشرب كميات أكبر من الماء والاستمتاع بعصائر الفاكهة الطازجة.
ابتعد عن الملح
ووجدت دراسة يابانية أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح (نحو 4500 مليغرام من الصوديوم يوميا) يواجهون زيادة في خطر الإصابة بتدهور وظائف الكلى بنسبة 29%.
ويؤدي الإفراط في تناول الملح إلى إتلاف الكلى بوسائل متعددة، أبرزها من خلال ارتفاع ضغط الدم والضغط على الكلى وإرهاق الوحدة الأنبوبية الكلوية (الكليون)، وهي المصفاة المسؤولة عن ترشيح الدم وإزالة النفايات والتحكم في تركيز السوائل.
وتحتوي الأطعمة المصنعة والمعلبة على كميات كبيرة من الصوديوم، لذلك تلزم العناية جيدا بالنظام الغذائي من أجل الحفاظ على صحة الكلى.
المصدر الجزيرة نت