بدأت اليوم الخميس في نواذيبو، أشغال الورشة متعددة الفاعلين حول حكامة وتسيير محمية خليج النجم الطبيعية، تنظمها وزارة البيئة والتنمية المستدامة بالتعاون مع البنك الدولي عبر مشروع الاستثمار في المناطق الشاطئية في غرب افريقيا ” واكا-موريتانيا”.
وترمي هذه الورشة، التي تدوم يومين، إلى تعبئة الفاعلين المحليين حول أنجع السبل لرفع التحديات البيئية التي تواجه المحمية وتحديد الأولويات الواجب اعتمادها للتسيير المحكم بشكل تشاركي وبحكامة بيئية فعالة.
كما تهدف إلى تبادل الآراء من أجل تحديد أفضل أسلوب لحكامة الخليج مع مراعاة مصالح كل الأطراف المعنية التي تتدخل في حوزة المحمية الجديدة وخارجها.
وأوضحت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف، في كلمة لها بالمناسبة، أن خليج النجم يمثل منظومة بيئية شاطئية استثنائية سواء بتنوعه البيولوجي أو بتنوع موائله البيئية.
وقالت إن القيم المنظومية لهذا الموقع تضاعفت خلال العشرين سنة الماضية بفضل العديد من البحوث العلمية متعددة التخصصات التي أبرزت ثراءه البيولوجي والبيئي بعد اشتهاره في ثمانينيات القرن الماضي كموقع رئيسي للصيد الرياضي في موريتانيا.
وأضافت ان محمية خليج النجم الطبيعية تمثل ملتقى طرق بيولوجي مهم تتعايش فيه عدة انواع بحرية هشة ونادرة ومستوطنة لوجود موائل مناسبة وغذاء وفير من اجل نموها.
ونبهت إلى أن هذا الثراء مهدد اليوم وفق ما أظهرته الدراسات التي قيم بها في المجال من خلال علامات واضحة لاضطرابات ناتجة عن ضغوط بشرية متزايدة وعوامل طبيعية متفاقمة مثل التغير المناخي، مستعرضة تلك التهديدات المتمثلة اساسا في الاستغلال غير المراقب للموارد الصيدية على مستوى المناطق الحساسة والتلوث الحضري بالنفايات الصلبة والسائلة وتدهور الموائل البيئية الرئيسية كالمعاشب البحرية والتوسع السريع للاحياء الطرفية شمال مدينة نواذيبو، إضافة الى بناء إقامات سكنية خرسانية على الواجهة البحرية لخليج الكلب ” السلوكي” الذي يقع خليج النجم أصلا ضمن موقعه.
وأكدت أن كل هذه الضغوط والتهديدات تستدعي منا جميعا وبإلحاح ضرورة حماية موقع خليج النجم الطبيعي الذي يشكل علميا الفضاء الطبيعي الوحيد في نواذيبو بإمكاناته الكبيرة في السياحة البيئية والذي يمكن أن يوفر مكان استجمام لسكان المدينة.
ونبهت إلى أن حماية البيئة التزام قوي من طرف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث أدرج هذه المسألة ضمن أولويات برنامجه” طموحي للوطن” وفي توجهات السياسة العامة للحكومة بإشراف الوزير الأول المختار ولد اجاي.
وأشارت إلى أن وزارة البيئة والتنمية المستدامة تعمل على تنفيذ سياسة الحكومة في هذا المجال عبر تجسيد هذه التعهدات على أرض الواقع وتحويلها الى تدخلات ملموسة وطموحة ولا سيما من خلال نشر المرسوم المصنف لخليج النجم محمية طبيعية الصادر في دجمبر 2024، مبرزة أنه بهذا الإجراء يتأكد التزام الدولة بالتسيير المستديم للتنوع البيولوجي في خليج النجم لفائدة سكان مدينة نواذيبو ليكون رسالة قوية إلى موريتانيا والمجتمع الدولي على نحو عام.
وسجلت ارتياحها للتوافق الكبير بين جميع الأطراف المعنية بمستقبل خليج النجم خلال عدة بعثات للتوعية وورشات التشاور التي نظمت منذ بداية الألفية، موضحة أن ورشة اليوم امتداد طبيعي لهذا المسار الطويل الذي قاد إلى تصنيف خليج النجم.
وتقدمت بالشكر إلى شركائنا في التنمية وخاصة البنك الدولي عبر مشروع واكا- موريتانيا، والصندوق الائتماني لحوض آرغين، للدعم المقدم لتنظيم هذه الورشة، داعية إلى العمل معا من أجل حكامة مشتركة وشمولية للمحمية الطبيعية لخليج النجم.
وكان عمدة بلدية نواذيبو، السيد القاسم ولد بلالي، قد ألقى كلمة قبل ذلك، نبه فيها إلى الوضعية البيئية الصعبة التي تعيشها بلدية نواذيبو، مجددا حرص البلدية على تحديد وفصل المهام بين مختلف المتدخلين لضمان تسيير بيئي مستديم.
ونبه إلى بعض الإجراءات الواجب القيام بها لإنقاذ البيئة في العاصمة الاقتصادية- نواذيبو.
حضر حفل الافتتاح الوالي المساعد لداخلت نواذيو، السيد محمد عبد الوهاب ولد محمد فاضل، الوالي وكالة، و حاكم مقاطعة نواذيبو، والنائب الأول لرئيس جهة داخلت نواذيبو، وممثل عن المنطقة الحرة، والسلطات الإدارية والأمنية في الولاية.














