نسائم الإشراق الحلقة رقم (1672) 13 أغسطس 2021م،04 المحرم 1443هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (703)

محاضرات مكثفة في مدن المملكة العربية السعودية

في هذه الفترة - من أواسط العقد السابع إلى أواسط العقد التاسع من القرن العشرين - قمت بزيارات ومحاضرات مكثفة في مدن المملكة العربية السعودية المختلفة، بدعوات من جامعاتها، أو مراكزها وأنديتها الأدبية والثقافية، أو غيرها من المؤسسات.

دعوات من جامعات المملكة في أكثر من مدينة:

دُعِيتُ إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدّة، وخصوصًا: مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي، الذي أُنشئ بتوصية من المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي، وكذلك الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهي التي كنت عضوًا في مجلسها الأعلى في إحدى دوراته. وقد ألقيت فيها بعض المحاضرات العامة، ولا سيما في عهد مديرها أ. د.عبد الله الزايد حفظه الله. ودُعيت من جامعة الرياض أو الملك سعود، ولا سيما كلية التربية التي كان عميدها صديقنا الدكتور أحمد التويجري.

قصة طريفة:

وأذكر في هذا اللقاء طرفة يحسن بي أن أحكيها، فقد التقيت أساتذة الكلية لقاء أحسب أنه كان مثمرًا، فناقشنا فيه أصول التربية، وحقيقة التربية الإسلامية، وأنها تشمل بضعة عشر نوعًا من التربية: العقلية، والخلقية، والبدنية، واللسانية، والعلمية، والمهنية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والجنسية، والفنية «الجمالية»، والدينية، فالتربية الدينية تمثل فرعًا من فروع التربية الإسلامية، وليست هي التربية الإسلامية، كما يتوهم البعض.

وهنا سرَّب إليَّ أحدهم ورقة يقول فيها: كلامك جميل يا أستاذ، فليت فعلك يكون مثل قولك، فإني أرى جبتك ليست إلى نصف الساق، كما جاء في الحديث! والحديث - لو أخذنا بحرفيته - جاء في شأن الإزار، لا الجبة ولا البدلة ولا غيرها. والإزار له وضع خاصّ.

أما إذا نظرنا إلى مقصود النصوص فقد بيَّنته الأحاديث الأخرى: أن علة النهي هي المخيلة، أي: الاختيال والتبختر، وهي من معاصي القلوب، وهذا واضح لمن يتأمل مجموع الأحاديث.