
افتتح مجلس الشورى الوطني لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) اليوم الجمعة 11-04-2025 دورة عادية هي الأولى للعام الجاري، وقال رئيس المجلس المهندس حمدي ولد ابراهيم إن جدول أعمالها يتضمن نقاش تقرير عن أداء الجهاز التنفيذي للحزب وآخر أعدته لجان الرقابة في المجلس إضافة لمراجعة الرؤية الفكرية للحزب واستكمال بعض الهيئات.
رئيس الحزب حمادي ولد سيد المختار تطرق لعدة مواضيع محلية ودولية حيث تحدث مظاهر ضعف الحكامة كتهاوي القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار إلى جانب رداءة الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء مع ترهل شديد في المنظومتين الصحية والتعليمية، معتبرا أن كل ذلك وغيره يلقي بظلال قاتمة من الشك حول مصير الثروات الهائلة التي تزخر بها البلاد ويبعث على القلق بشكل خاص حول مستقبل تلك المكتشفة مؤخرا، كما يضرب في مقتل كل ادعاءات محاربة الفساد التي لم تثمر إلا مزيدا من النهب وسوء التسيير.
واعتبر الرئيس أن هذا الوضع المقلق من غياب الشفافية واستشراء الرشوة وانعدام المحاسبة بالإضافة لانعكاساته المباشرة على ظروف المواطنين، فإنه يجعل بلدنا بيئة طاردة للاستثمار، وبالتالي يقطع الطريق أمام أي نهضة اقتصادية حقيقية، خاصة مع غياب آفاق واعدة لتأسيس قطاع صناعي يستفيد من ثرواتنا التي تنقل كخامات منذ نشأة الدولة، والعجز حتى الآن عن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء رغم خصوبة الأراضي ووفرة خيارات تزويدها بالمياه.
وانتقد الرئيس إنفاق البلاد لمبالغ طائلة بلغت في عام واحد أكثر من 142 مليون دولار لاستيراد المواد الغذائية رغم ما حبانا الله به من ثروة حيوانية كبيرة بلغت حسب آخر إحصاء نظمته الجهات الرسمية 29,3 مليون رأس، مشيرا إلى القلق الذي يسببه انعدام رقابة ناجعة على جودة هذه المنتجات المستوردة، مذكرا بالأنباء المتداولة عن انتشار صامت للأمراض الخطيرة كالسرطان وغيره.
وتطرق رئيس الحزب لموضوع المهاجرين داعيا إلى إدارة ملف الهجرة بالحكمة والصرامة اللازمين لضمان استمرار العلاقات الأخوية بين بلادنا وجيرانها ، مع الاحترام التام للسيادة الوطنية وعدم تعريض أمن المواطنين ومصالحهم للضرر.
وفيما يخص موضوع الحوار السياسي قال الرئيس حمادي ولد سيد المختار إن الحزب أعرب دائما عن قناعته بأن الحوار هو سبيل حل الخلافات السياسية، وأكد مرارا استعداده المبدئي لأي حوار جاد يتم بشكل تشاركي تام يبدأ بالشراكة في اللجان المشرفة على الحوار والمحضرة له مرورا بتحديد المضامين والآليات وانتهاء بمتابعة تنفيذ المخرجات.
كما شدد الرئيس على تحفظ حزب تواصل الذي قال إن تجارب الحوارات الماضية تفرضه حيث لم تكن على مستوى التطلعات لا من حيث الشراكة والشمول ولا من حيث المخرجات،مشيرا إلى أن دخول الحزب في تجربة جديدة من الحوار السياسي يستدعي بشكل كبير التأكد من وجود إرادة جادة وروح تشاركية فعلية مع الحرص على إتاحة الفرصة لكل الأطراف المعنية دون إقصاء وتضمين كل المواضيع التي تهم الوطن سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
رئيس الحزب قال إننا من موقع المسؤولية التي وضعتنا فيها صناديق الاقتراع سنواصل التنسيق مع قوى المعارضة بغية توحيد المواقف والرؤى من القضايا الكبرى المتوقع التطرق لها في الحوار، مشيرا إلى أن الحزب نجح مع بداية الحديث عن الحوار المرتقب في جمع كل قوى المعارضة على طاولة واحدة لنقاش الآليات المثلى لتجسيد التنسيق والتعاون بين مكونات الصف المعارض وفقا لما يمليه الموقع المشترك وتدعو له مصلحة الوطن والسعي لحل فتيل أزماته المتراكمة.














