
هل هناك فرصة المواءمة بين احكام الدين الاسلامي ومقاصده وقيمه ومبادئ الديموقراطية الحديثة من اجل الوصول إلى نظام يستند إلى القيم الاسلامية ويستلهم الأليات والمبادئ الاساسية ؟
نجد مع مايشهده العالم الاسلامي من تظاهرات واشتباكات من جدل مثار واسع حول الديموقراطية ومدى تواؤمها مع الإسلام بل ان الإسلام والديموقراطية يسعيان إلى المواطنة الفعالة ،اذ يرى البعض أن هناك تراثا من النظم الاستبدادية سواء كانت عرفية أو عشائرية أو عسكرية ،التي افرزت عوائق بنيوية وثقافيةوعقائديةواجتماعية عطلت العمل بالدساتير وطبقت الاحكام العرفية.
وحالت دون تطبيق الديموقراطية في العالم الاسلامي.بينما يرى البعض الأخر ان ضعف الممارسة الديموقراطية لا يمكن تبريره بوجود تعارض جوهري بين الإسلام كعقيدة وشريعة وحضارة والديموقراطية ،بل العكس هو الصحيح.
واذا كانت غالبية الدول العالم أو بعضها لاتزال تعاني في الواقع غياب الممارسة الديموقراطية المذكورة ،بينما يتلمس البعض الأخر أيضا طريقه نحوها ،الا انه ينبغي الاشارة إلى تجارب ديموقراطية متقدمة في دول اسلامية مثل:ماليزيا واندونيسيا.
الثقافة الديموقراطية:
يمكننا الاستعانة في الوقت الراهن لمعرفةالثقافة الديموقراطية كباحثين بمواقف الحياة اليومية لدعمها فلا بد من البحث عن نقاط الاتفاق بين احكام الإسلام ومقاصده وقيمه وكثير من الممارسات التاريخية في السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين وبين مبادئ الديموقراطية التي يمكن أن تسهم في المساعدة على قيام نظام ديموقراطي يستند إلى القيم الاسلامية.
وتعود اصول كلمة الديموقراطية إلى اللغة اليونانية وتتكون من كلمتي "ديموس"وتعني "الشعب"و"كراتوس"وتعني "السلطة"وقد كانت ديموقراطية اليونان الأولى مخصصة للنبلاء ،وممنوعة على العبيد والنساء.
والتعريف الاكثر شيوعا وانتشارا للديموقراطية هو "حكم الشعب وبالشعب وللشعب"














