نسائم الإشراق الحلقة رقم (1673) 14 أغسطس 2021م،05 المحرم 1443هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (704)

ومن الدعوات التي جاءتني من الرياض: دعوة من مؤسسة الملك فيصل الخيرية في أحد مواسمها الثقافية، وقد اقترحت عليّ محاضرة عنوانها: «الفقيه المسلم وتحديات العصر». وقد حضر عدد من رجال الشريعة ورجال الاقتصاد، ورجال الثقافة بصفة عامة... وأذكر من الإخوة الذين أسعدوني بالحضور الأخوين الداعيين الشهيرين: الشيخ منَّاع القطان، والشيخ محمد الراوي، وقد لقياني قبل المحاضرة، وقالا لي: لماذا قبلت الحديث في هذا الموضوع الشائك؟ إنهم يريدون أن يورِّطوك، لتقول كلامًا يصطدم بفكر المشايخ هنا. قلت لهم: لا تراعوا، سأعالج الموضوع بطريقة علمية واقعية ليس فيها تحدّ لأحد، ولن يحدث شيء تخافانه إن شاء الله.

وهذا ما كان. وقال لي الأخوان الكريمان: لقد قلت ما يجب أن يقال دون أن يُحْرَج أحد، وأكملت هذا باستشهادك بشيخي الجماعة: ابن تيمية وابن القيم. قلت: الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

مهرجان الجنادرية:

وفي الرياض أيضًا جاءني أكثر من مرة دعوة للمشاركة في مهرجان الجنادرية الشهير، الذي يحسب على الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد وقتئذ. وكان في أول أمره قد غلب عليه اللبراليون والعِلمانيون واليساريون. ثم ما زالت العناصر الإسلامية الواعية تجهد جهدها، لتطعيم هذا المهرجان بمشاركات إسلامية من شخصيات لها وزنها، وخصوصًا من المجموعة التي تجمع بين السلفية الحقة والتجديد الأصيل.

ولهذا تردّدت في أول الأمر... ثم لما عرفت هذا التوجه الجديد، سرعان ما استجبت، وقد ألقيت بعض المحاضرات، وشاركت في بعض الندوات. واحتفى بي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد احتفاءً خاصًّا.

محاضراتي في ناديي مكة وجدة الأدبيين:

ومما شاركت به في مكة المكرمة: أني استجبت أكثر من مرة لدعوة النادي الأدبي فيها وإلقاء أكثر من محاضرة، أذكر أن إحداها كانت بعنوان: «الداعية المسلم وتحديات العصر»، على غرار محاضرة الرياض: «الفقيه المسلم وتحديات العصر». كما ألقيت محاضرة في النادي الأدبي بجدة.