
يتميز الرمز محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني بشيئ من الحنكة والفطنة واتمغفير ، وهي صفات مكنته من أن يكون محل إجماع لمعظم الطيف السياسي ، وهو ماتمثل في فوزه في مأموريتين متتاليتين وفي الشوط الأول أيضا،
هذا الرمز عاشر زميله طيلة أربعين سنة جنبا إلى جنب ، كلاهما يُسند ظهره على الآخر ويثقان في بعضهما البعض ، وهو ماجعل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز (السجين) يعلن دعمه له في حملته الرئاسية بل خاضها معه واصلا ليله بنهاره، حتى تمكنا من الفوز ، ففاز الرمز بفضل جهوده وجهود زميله،
وفي تلك اللحظة ، إنتهت مرحلة وبدأت أخرى، حيث أصبح ولد عبد العزيز مجرد رئيس سابق وزميل للرئيس الحالي ،وهي رتبة لايتمتع بها سواه، وتعطيه الكثير من الفرص والجاه والنفوذ والحرية، ولكن بشرط أن لا يحاول التمادي في إستغلال نفوذه وقربه من زميله الرمز،
وهو الشيئ الذي حصل مع الأسف وبسرعة، عندما رجع الرئيس السابق من سفره ودخل مقر حزب الإتحاد دخول الرئيس الفعلي للحزب ، ممّا أثار غضب زميله الرمز فنهاه فلم ينته، فقرر توقيفه عند حده، وقطع الخيط الذي كان يربط بينهما طيلة أربعين سنة،
وكما نعلم فلكل رئيس ملفات لايعلمها إلا المقربين منه ، فقرر الرمز إستغلال تلك الملفات لجعلها عثرة أمام زميله تحول بينه وبين التفرغ للسياسة والمناظرة والإستقطاب والشد والجذب بينه وزميله الرمز، فعلا هي عثرة سُجن بموجبها في قصره الذي شيده أيام حكمه،
واليوم وقد إنتهت جلسات المحاكمة التي دامت سنوات ، لم يبقى سوى النطق بالحكم ، فإمّا أن يُطلق سراحه وذلك مستبعد فهو رجل عنيد وسيرجع إلى الساحة السياسية ومجابهة زميله ، وإمّا أن يحكم عليه بسنوات مضى بعضها ، وهو المرجح، حتى تنتهي المأمورية الحالية ويأتي خلفا للرمز يضمن الإستقرار والمحافة على المصالح ، حينها يمكن إطلاق سراح الرئيس السابق ولد عبد العزيز ربما قبل إنتهاء محكوميته إن أمِنوه عن طريق عفو عام في أحد أعياد الفطر ،
فهو اليوم بمثابة المعضلة لدى السلطة الحاكمة فإن خرج من عرينه لطالب المنظمات المحلية والدولية بحقوقه السياسية والإقتصادية ولربما إنضم إلى المعارضة وأمدهم بالدعم المادي والمعنوي ،
وإن تركوه في إقامته الجبرية لظلت صحته في تدهور وهو ماقد يشكل ضغطا أيضا على السلطة خوفا من السيناريو الأسوء وهو وفاته أو إصابته بإعاقة بسبب تدهور وضعه الصحي.
فكيف يكون المخرج من هذه المعضلة ؟














