نسبة النجاح في الامتحانات الوطنية مقارنتها بالدول المجاورة مزعجة بل بعضهم يقول إنها فاضحة، وأذكر أن بعض المسؤولين قال إنه حضر اجتماعا في باريس حول الامتحانات وقال أحد المتحدثين إن هناك مشكلة في مدينة معينة وهي أن نسبة النجاح منذ سنوات لم تتجاوز 75%، وهذا بالنسبة إليهم أزمة، ونحن لا يخفى عليكم أن هذه السنة من أحسن السنوات ففي الدورة الأولى بلغت نسبة النجاح 16% وفي الدورة الثانية وصلت النسبة إلى 10%،الجميع في الدورتين لم يصل عتبة ال30٪، و هناك عدة عوامل أظن أن من بينها أمورا فنية معقدة جعلت الواقع يكون بهذه الصعوبة، وما دامت الحكومة لم تبن جامعة قادرة على استيعاب هذه الأمواج البشرية فسيظل الأمر على هذه الحال بأمور ظاهرة أو باطنة.
ولك أن تتصور أننا نتكلم عن أزمة البكلوريا والجامعة في نفس الوقت تسد الباب أمام التلاميذ فكيف به لو لم تكن هذه الازمة موجودة لكانت النسبة أكبر.
وهناك عدة عوامل من بينها الترشح الحر ،ولا شك أنه عامل من عوامل انخفاض نسبة النجاح لأنه يؤدي إلى ترشح أعداد كبيرة ممن ليست لديهم خبرة وليس لديهم ارتباط بالمدرسة، ولو كان مقتصرا على من كان في التعليم فلا شك أن النسبة ستتحسن ولكن هذا في الغالب سيكون له ضريبة، وهو أن كثيرا من المجتمع الموريتاني يتعلم تعليما موازيا عن طريق التعليم المحظري، وبالتالي فإن سد باب الترشح الحر يعني سده في وجه هؤلاء.