الدكتور محمدن محمد الحافظ: هذه النسب انعكاس حقيقي لفشل النظام التربوي

النسب الكارثية في الامتحانات الوطنية هي انعكاس حقيقي لفشل النظام التربوي, وكما تحدثنا في البداية أن الدليل على الخلل في النظام التربوي هو ضعف المردودية الداخلية  والمردودية الخارجية التي هي الخريجون أي نسبة النجاح ومستوى المخرجات، كحملة شهادة الإعدادية والباكالوريا والليصانص والماستر...

نسبة النجاح في الباكالوريا أصبحت مأساوية لأنها عادة تتراوح ما بين 9 – 15%، فنحن ننفق على مجموعة من التلاميذ وبعد عشر سنوات تتخرج منها 15% و 85% تضيع لأنها لم تنشئ لها معاهد مهنية وحرفية تكونها في المهن المتوسطة والتي تعمل فيها اليد العاملة الأجنبية, ولم نعمل على تحسين نظامنا التربوي بحيث نرفع نسبة النجاح في الباكالوريا إلى 35 أو 50% إذًا هذا خلل كبير في المردودية الخارجية في نظامنا التربوي. المردودية الداخلية هي المستوى الذي يحصل عليه التلميذ عموما في تعبيره وتفكيره و في مستواه إلى غير ذلك

أذكر أنه منذ سنوات كانت نسبة النجاح في الباكالوريا في فرنسا 87% فقامت الدنيا ولم تقعد واحتجوا ساعتها على وزير التربية متسائلين عن مصير 13% التي بقيت بدون باكالوريا ماذا ستفعل بها، أما الدراما التي هنا ليست 13% و إنما 85% وفي بعض الأحيان تكون 89% هذه من المشاكل القوية المطروحة، صحيح أن فيها جانب تقويمي لأن التلميذ من السنة الأولى من الإعدادية يتجاوز بصورة فيها محاباة ولا يوجد امتحان يقيم مستوى الطالب بصورة مجردة مع الأخذ بجميع التدابير العلمية في الباكالوريا فكأننا نخادع الناس ننقلها من السنة الأولى إلى الثانية فالثالثة وهكذا وعندما يتهيأ الطالب للباكالوريا نجد أنه تم نقل عدد كبير من التلاميذ بدون مستوى، ومن المفترض أن يبدأ التقويم وتحديد المستويات الحقيقية من السنة الأولى حتى نبدأ العلاج مبكرا، لكننا لا نطلع على المستوى الحقيقي إلا في آخر مرحلة حيث لم يعد العلاج ممكنا، وهذه أيضا من الاختلالات الواضحة في فشل النظام التربوي، والتقويم في الباكالوريا حتى الآن لا زال دقيقا. شيئا ما.