
سيدي الوزير ؛ Mohamed Melainine Eyih ونحن نعيش لحظة هذه الانتكاسة التاريخية يطيب لي أن أذكركم أن الفرنسة قد ولى عهدها ولم تعد غير عبء ثقيل على التعليم واسمع مقال ناصح مشفق :
1- الناجحون في شعبة الآداب العصرية (الشعبة الوحيدة التي تتيح اختيار اللغة الفرنسية كتخصص في الجامعة) هم 3% فقط من مجموع المترشحين لهذه الشعبة وجلهم لا يعرف الفرنسية وسيختار الإنجليزية أو الاسبانية أو القانون كتخصص وقليل الذي سيختار الفرنسية.
2- منذ إعادة هيكلة المنظومة التربوية سنة 1999 وغالبية الناجحين في هذه الشعبة يعبرون الباكلوريا إلى تخصصات أخرى فتجد قسم اللغة الانجليزية مكتظا بالطلاب موزعا إلى ثلاث أو أربع مجموعات لا يكاد يستوعب المدرج مجموعة واحدة منها ، بينما يعيش قسم اللغة الفرنسية هدوء صمت المقابر حتى لتحسب أنه ليس فيه طالب واحد مع أن طلابه في الغالب بين الثلاثين والخمسين طالبا.
3- المتفوقون في الشعب الخمس للباكالوريا غالبيتهم نتائجهم سيئة في الفرنسية ولاشك أنكم تدركون ذلك.
4- سياسات الوزارة السابقة في محاولة فرض سياسة الفرنسة تحت غطاء "الازدواجية" فشلت أيما فشل ولعلكم تذكرون تعاون مدارس تكوين المعلمين مع المركز الجامعي للغات فأنفقت فيه الدولة أموالها سدى وأنهت عقدها معه نهاية 2016 بعد أن تبين لها أن كل الذين خضعوا لتكوينه تبين لاحقا أنهم ما زادهم ذلك إلا جهلا للغة الفرنسية.
5- في عهدكم الميمون أجريت مسابقة لاكتتاب مجموعة من مقدمي خدمات التعليم أكتوبر 2019 وحصلتم على فائض في مدرسي اللغة العربية والتخصصات المدرسة بها بينما لم تجدوا حاجتكم من مدرسي اللغة الفرنسية فلجأتم إلى اكتتاب تكميلي أجري في يناير 2020 أتحتم فيه الفرصة لشهادة ختم الدروس الإعدادية فلم تجدوا المطلوب للفرنسية حتى اضطررتم للتعاقد مع متقاعدين درسوا هذه الفرنسية طيلة فترة عملهم وهم يبيعون الساعات الإضافية ومع كل ذلك أخفقوا في تكوين تلميذ واحد يستطيع إنتاج جملة صحيحة بهذه اللغة.
6- في بداية هذه السنة 2021 اعترفت المدرسة العليا لتكوين الأساتذة أن السبب الذي جعل الناجحين لاكتتاب أساتذة في الفرنسية والعلوم والفيزياء أقل من العدد المطلوب هو أن المدرسة نظرا للحاجة الماسة كانت تنجح كل المترشحين رغم ضعف معدلاتهم وهو ما عدلت عنه هذه المرة.
7- تذكروا أن الفرنسية حكر على الأغنياء دون الفقراء وأن قليلا من مدرسيها هم من يتقنونها وأن ذلك القليل اتخذها بضاعة لا يستفيد معه منها إلا من استأجر دروسا خصوصية عنده رغم أنكم تعطونه راتبا شهريا ومعه العلاوات.
8- إقبال الناس اليوم منصب صوب تعلم اللغة الانجليزية ومراكزها تزداد يوم بعد يوم والناس يزداد إهمالهم وابتعدادهم عن الفرنسية يوما بعد يوم.
سيدي الوزير هلا وفقتم بين المعطيات المتوفرة عندكم (عدم وجود نخبة ذات كفاءة ولو ضعيفة قادرة على تدريس اللغة الفرنسية) وذائقة الناس وهم يهاجرون إلى الإنجليزية وبين مقدرات المواطن (90% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر وغير قادرين على استئجار ساعات تقوية في اللغة الفرنسية) من جهة ورغبة الناس في الانفتاح على العصر في استبدال الفرنسية التي تراجع أداؤها على مستوى العالم باللغة الإنجليزية المسيطرة عليه.
أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت وأن تأخذوها بعين الاعتبار وفقنا الله وإياكم وسدد خطانا وخطاكم لما فيه خير وطننا وأمتنا وجزاكم الله خيرا.














