
قام وفد عسكري مغربي رفيع المستوى بزيارة رسمية إلى نواكشوط، عاصمة موريتانيا، يوم الثلاثاء الماضي. وتأتي هذه الزيارة في إطار سلسلة من اللقاءات الهادفة إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين المملكة المغربية وموريتانيا، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وذلك بقيادة الجنرال محمد العبار، مفتش الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية، حيث بدأ الوفد المغربي برنامج عمل اتسم باجتماعات رفيعة المستوى مع مسؤولين عسكريين موريتانيين. واستهلت هذه الزيارة بلقاء رسمي مع الجنرال محمد مختار ميني، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، الذي استقبل الوفد المغربي في مقر قيادة القوات المسلحة في نواكشوط. حضر هذه المناسبة عدد من كبار الضباط الموريتانيين، منهم الصيدلي العقيد محمد طالب جدو، المدير العام لمصلحة الصحة للقوات المسلحة وقوات الأمن، والعقيد محمد رازي عدي، رئيس أركان رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة.
وركزت المناقشات على سبل تعزيز الشراكة وتعميق التنسيق في مجال الصحة العسكرية، لا سيما من خلال تبادل الخبرات، وتوحيد المهارات، وتنفيذ برامج التدريب والتطوير لأفراد الجيشين.
كما عقد الوفد المغربي اجتماعات ثنائية مع وزير الدفاع الموريتاني وشؤون قدماء المحاربين وأبناء الشهداء، حنينة ولد سيدي. جرت هذه المناقشات بحضور عدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين بوزارة الدفاع الوطني، منهم العقيد الشيخ محمد الأمين بلال، مدير العلاقات الخارجية بالوزارة.
أتاح هذا الاجتماع فرصة لاستعراض تقدم الإجراءات المدرجة في جدول أعمال اللجنة العسكرية المشتركة المغربية الموريتانية، مع التأكيد على الرغبة المشتركة في تعميق التنسيق في القطاعات الاستراتيجية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تأتي في سياقٍ يتسم بتحديات أمنية متصاعدة على المستوى الإقليمي، مما يُعزز الحاجة المُلِحّة إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الرباط ونواكشوط. وتُمثل هذه الديناميكية امتدادًا منطقيًا للتقارب السياسي والدبلوماسي الذي ميّز العلاقات بين البلدين لسنواتٍ عديدة. ويُجدر بالذكر أن هذا التعاون العسكري يُعدّ أحد ركائز هذه الشراكة الاستراتيجية، لا سيما في سياق تقارب المصالح الأمنية والرؤى المشتركة حول قضايا الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء. كما تُبرهن هذه الديناميكية المتقدمة على رغبة البلدين في بناء تعاون أمني متعدد الأبعاد، يتجاوز النهج التقليدي، لصالح نهج متكامل يأخذ في الاعتبار التحديات الإقليمية والقضايا الجيوسياسية المشتركة.
المصدر:
https://fr.hespress.com/430600-nouakchott-une-delegation-militaire-maroc...














