
أدى تشديد الرقابة الأمنية في السنغال وموريتانيا إلى انخفاض بنسبة 41% في أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين إلى جزر الكناري خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، وفقًا لصحيفة "لا بروفينسيا". إلا أن هذا الانخفاض مصحوب بتحول مقلق في نقاط المغادرة، مما يزيد من خطورة طريق الهجرة.
أكدت السلطات الإسبانية أمس أن القوارب تنطلق الآن من نقاط أكثر بُعدًا وخطورة، مثل غينيا-كوناكري. ويزيد هذا التطور بشكل كبير من المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون الذين يحاولون العبور. أشار أنسيلمو بيستانا، مندوب الحكومة في جزر الكناري، إلى أن عدد الوافدين قد انخفض من حوالي 19,100 شخص في النصف الأول من عام 2024 إلى 11,300 شخص في الفترة نفسها من عام 2025.
زيادة المخاطر في أعالي البحار
على الرغم من انخفاض أعداد الوافدين، إلا أن الخطر لم يتضاءل، بل على العكس تمامًا. وحذّر السيد بيستانا قائلاً: "إن الخطر على حياة الأشخاص الذين يحاولون الاقتراب من جزر الكناري أكبر بكثير لأنهم يحاولون الابتعاد كثيرًا عن الساحل، وهناك أيضًا خطر الضياع في المحيط الأطلسي والتوجه إلى منطقة البحر الكاريبي أو البرازيل". وأضاف أن هذه الرحلات قد تستغرق ما يصل إلى عشرة أيام، مما يزيد من احتمال غرق السفن، خاصة وأن القوارب تحاول تجنب عمليات التفتيش بالإبحار بعيدًا عن الساحل الأفريقي. وقد اضطرت بعض القوارب إلى الاقتراب من اليابسة بسبب سوء الأحوال الجوية أو نقص الوقود. ثم يتم اعتراضها وإعادتها إلى نقطة انطلاقها. هذا التحول في مسارات الهجرة جنوبًا هو نتيجة مباشرة لزيادة الرقابة الشرطية في دول المنشأ التقليدية مثل موريتانيا والسنغال، وذلك بفضل تعاون الحرس المدني الإسباني والشرطة الوطنية.
تفكيك الشبكات والتعاون الدولي
وقد أدت عمليات الاستخبارات والتحقيق إلى تفكيك منظمات إجرامية ومافيا، بالإضافة إلى زيادة في اعتراض القوارب العائدة إلى الشاطئ. ففي يوم السبت 21 يونيو/حزيران، على سبيل المثال، اعترض خفر السواحل الموريتاني زورقًا صغيرًا على متنه 124 شخصًا، بينهم 14 امرأة وطفل، كانوا قد غادروا السنغال وغينيا، على بُعد 60 كيلومترًا من نواكشوط. وكانت وجهتهم جزر الكناري.
كما رحّب أنسيلمو بيستانا بتفكيك المباني التي كان يُحتجز فيها المهاجرون قبل المغادرة، واعتقال الأشخاص المتورطين في شبكات الاتجار بالبشر. ووصف التقدم المحرز بالتعاون مع سلطات الدول المعنية بأنه "إيجابي"، وأعرب عن أمله في استمراره في الأشهر المقبلة.
ومع ذلك، فإن الاكتشافات الأخيرة لجثث مهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى مربوطين بقوارب تصل إلى جزر البليار قادمة من الجزائر تُذكّر بأن تدفقات الهجرة لا تتوقف. تُظهر هذه المآسي كيف تتكيف الشبكات الإجرامية مع ضغط الشرطة بتحويل مساراتها إلى مسارات أكثر خطورة.
المصدر:
https://www.dakaractu.com/Controles-renforces-au-Senegal-et-en-Mauritani...














