لا يمكن تقويم واقع التعليم في موريتانيا بمعزل عن الصورة العامة لبقية المشهد، فالتعليم يتأثر بالحالة العامة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلد.
و كثير من الناس يتسرع بإعطاء تقييم سلبي لواقع التعليم وأنا أميل إلى التقييم الموضوعي للتعليم، فكما تعلمون التعليم بدأ يعالج واقعا تركه فيه المستعمر إذ بدأ بأقلية من المدرسين تعكف على مجتمع متوجه إلى المدن بسرعة هائلة نظرا للجفاف الذي أصاب البلاد ، في ظل ما يعرف بالهجرة الريفية إلى المدن الكبرى، وأصبح الجهاز الإداري للتعليم يواجه سيلا من المشاكل بسبب الإقبال المتزايد ولم يصاحب ذلك الإقبال الكبير بتكوين الطاقم التربوي تكوينا يتماشى مع الحاجة، ومن هنا بدأت مشاكل بنيوية وعضوية في التعليم وظلت تتفاقم شيئا فشيئا كغيرها من المشاكل ،رغم كل ذلك تخرجت أجيال من الأطر لا بأس بها هي التي تقوم عليها الدولة الآن من موظفين وأساتذة و أطباء و غيرهم.
وضعية التعليم الآن غير مريحة ويجب التصدي لها، لذلك هنالك الكثير من الجهود التي تقوم بها الدولة وتعكف عليها من أجل إيجاد حلول قابلة للتطبيق والاستمرار لإصلاح شامل للتعليم.