ما يجري الآن عبارة عن مسخ حضاري وثقافي وتعليمي وقد يكون أقرب مثال إليه هو أن أقول إن موريتانيا تبعث بطعامها إلى الفرنسيين ليلوكوه لها ثم تبلعه أطفالها فالفكرة أيا كانت لا لغة لها والطريقة المتبعة في فرنسة المواد العلمية تعني وضع جدار سميك بين ناشئة هذه البلاد وبين تراثهم المنتج باللغة العربية، وتعني سد الطريق أمام الفقراء الذين كان أبناؤهم ينالون شهادات عليا فيعلمون في وظائف محترمة لينتقلوا من مستوى معيشي إلى مستوى معيشي آخر وأصبح للتعليم ناحية مادية فمن ينفق أكثر ينال أطفاله ينال أطفاله الشهادات العليا والطفل مكلف بعملية تعليم ليس مؤهلا لها في مرحلة مبكرة من عمره وما يجري منذ نهاية القرن العشرين لا أراه مستندا إلى التعليم من الناحية الفنية وإنما هو استناد إلى السياسة أو حسابات أخرى ليست تعليمية ولا تربوية على كل حال.