بيانٌ للناس- فؤادعلوان

كلمة أبي عبيدة الأخيرة أحدثت زلزالًا شعوريًّا عنيفًا داخل كل نفس سوية، ولدى كثير من الكيانات والمؤسسات في العالم العربي والإسلامي،  وكأن المشاهد التي رأيناها ونراها منذ ما يقرب من عامَيْن، كانت بحاجة إلى زيادةِ شرح، أو إلى عاملٍ مساعدٍ لتنشيط التفاعل!!!
هذا الأمر يدعو إلى التأمل، فدعونا نتأمل:
١- بيان أبي عبيدة أكَّد بكل قوة أهميةَ الكلمة وخطورتَها، فلا تستهينوا بالكلمة وتأثيراتها. 
٢- الكلمة لكي تكون فاعلة ومؤثرة لا بد أن تخرج من القلب قبل اللسان أو قبل الكتابة بالقلم، وقد تَحَدَّثَ أبو عبيدة من قلبٍ مُفْعَمٍ باللوْعةِ والحُرْقة والألم.
٣- كلنا نخاف من المشهد العظيم يوم القيامة، وتُزَلْزِلُنا عباراتُ الوعيد، وتصوُّرُ الوقوف بين يدي الله، ومساءلتنا عن نصرة أهل العزة، الذين سيخاصموننا أمام الواحد القهار. 
٤- كلمة أبي عبيدة فجَّرت أفكار الأفراد والشعوب، فظهرت الاقتراحات والإبداعات؛ فكانت كلمته في حد ذاتها فكرة ألقت بحجر في الماء الراكد (راجع مقالي عن التفكير، بعنوان: " إليَّ وإلى كل صاحب هَمٍّ").
٥- بدا لي أن طائفة العلماء، أفرادًا ومؤسسات تأثرت بكلمات أبي عبيدة تأثرًا شديدًا، فتحمسوا، وتوالت بياناتهم وفتاواهم بصورة ملحوظة.
٦- الفئة الوحيدة التي لم ترفع بذلك رأسًا، ولم تُلْقِ له بالًا هي الفئة المعنية بالدرجة الأولى، وهي صاحبةُ القرارِ والفعلِ الحقيقي، فاللهم ارزقنا قلوبًا حيَّة، ونعوذ بك أن نكونَ من الصُمِّ البُكمِ العُميِ الذين لا يعقلون.