
بات ميناء نواكشوط متصدرا وطنيا وإقليميا في خدماته الإقليمية التي تغطى عدة دول ساحلية، وفي مستوى التطور الذي دشنه مديره الحالي المحامي سيدي محمد ولد محمد الذي يمثل أحد أبرز الوجوه الوطنية والسياسية في موريتانيا.
استطاع الميناء خلال السنوات الأخيرة الرفع من قدراته الاستيعابية، من خلال توسيعة كبيرة، مكنت السفن الضخمة من الرسو وتفريغ الحمولة في المنصات المخصصة لهذا الغرض، وهو ما يرفع القدرة المينائية للبلاد إلى أضعاف كبيرة، مستثمرا في ذلك موقعه الجغرافي باعتباره أول ميناء تجاري مومي في إفريقيا جنوب الصحراء، وبفعل موقعه في مفترق طرق بين أوربا وإفريقيا والأمريكتين.
كما يعتبر ميناء نواكشوط المستقل (ميناء الصداقة) أول ميناء تجاري عمومي جنوب الصحراء، ومفترق طرق بين أوروبا وإفريقيا والأمريكتين، مما منحه موقعا في غاية التميز جغرافيا.
تضاعفت مداخيل الميناء خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد توسيع محطة حاويات خاصة، ومحطة نفط قادرة على استيعاب سفن تصل حمولتها إلى قرابة 50 ألف طن.
إضافة إلى تطوير آلياته الإدارية من خلال تحسين أداء المادة البشرية، وتفعيل سياسة التكوين المستمر
لكن قصة نجاح الميناء الأهم كانت في السياسة الاجتماعية التي مكنت من حل نهائي ونوعي لأزمة الحمالة، الذين تحولوا من هاجس يؤرق كل سياسات النهوض بالمنياء الذي يحملونه على عواتقهم إلى شريك فعال ومحترم.
خلال السنتين الأخيريتين، حصل الحمالة على إجراءات تفضيلية تضمنت الحصول على قطع أرضية، بلغت 528 قطعة، وتقاعدات مجزية و معقولة لعدد من الذين استوفوا مدة الخدمة، زيادة على تحسين فرص العمل.. واختفت لغة التخوين والاحتجاجات.
تثبت كل هذه الإجراءات قابلية بلادنا ومؤسساتنا للتطوير، عندما تسند إلى العقول المستنيرة، وعندما تدير حركية التعامل مع القطاع بروح تشاركية، تعتمد على الخبرات والكفاءات التنفيذية في القطاع، وهو ما يمثل ميناء نواكشوط المستقل نموذجا له.
وبتواصل نجاحات ميناء نواكشوط، وتحسين بيئة العمل فيه، ومستويات الأمن والحماية، يظل هذا الشريان الاقتصادي، رافدا مهما من روافد التنمية لموريتانيا ومنطقة الساحل بشكل عام.
المدير الناشر














