أصنافٌ أربعة- فؤادعلوان

منذ ما يقرب من خمسة وعشرين عامًا، حضرت دورة تدريبية، ذكر فيها المدرب أن الناس أربعة أصناف:
١- صناع الأحداث، وهم المبادرون الإيجابيون  المؤثرون، وهم الفاعلون، الذين يصنعون الحدث تخطيطًا وتنفيذًا ومتابعة وتقييمًا.
٢- المشاهدون، وهم الذين يكتفون بالجلوس على الكنبة، أو في مقاعد المتفرجين، وأقوى ما يفعلونه هو التعليق على الأحداث إيجابًا أو سلبًا. 
٣- المتعجبون، وهم الذين لا تعنيهم حتى مشاهدة الأحداث ولا يهتمون بمتابعتها، ولكنهم إذا علِموا اندهشوا وتعجبوا، وربما ضربوا على صدورهم، وفغروا أفواههم من الدهشة، وسألوا: هل يُعْقَل أنَّ هذا حدث؟ متى حدث؟ وكيف حدث؟ ولماذا حدث؟
ثم تراهم كذلك مع كل حدث.
٤- المُتألِّمون، وهؤلاء هم الذين لا يعرفون إلا التشاؤم، ولا يلبسون إلا النظارة السوداء، ولا يشاهدون إلا نصف الكوب الفارغ. وهؤلاء ينتقدون كل شيء، ويَشُكُّون ويُشَكِِّّكُون في كل شيء؛ لذا تجدهم دائمًا ساخطين، متألمين مكتئبين.
قال المدرب: المتألم الواحد يضع شَوْكَهُ في كل طريق، وينشُر سُمَّهُ في كل بُقْعةٍ يحِلُّ بها، فكيف إذا اجتمع اثنان من المتألمين؟!! وما بالك إذا اجتمع فريق من المتألمين؟!!
ثم وجَّه المدرب السؤال التالي: هل يمكنك أن تُصَنِّف نفسك وفق التصنيفات الأربعة؟
والسؤال الأهم: ما الصِّنفُ الذي تُفَضِّلُهُ لنفسِك؟
أما السؤال الأكثر أهمية: كيف تستطيع تحقيق تفضيلِك هذا؟