تقف بعض المباني المدرسية شاهدة على الوضع المزري للبنى التعليمية في نواكشوط وذلك بسبب تخلف وسائل الإصلاح وتأخر جهود الترميم، وطول أمد الإهمال لمثل هذه المنشئات العمومية التي صرف على إنشائها من ميزانية الدولة وأموال الشعب.
ثانوية تيارات بنواكشوط والتي هي من أقدم المؤسسات التعليمية تعد نموذجا حيا لحالة الإهمال التي تعاني منها بعض المباني التعليمية في نواكشوط وذلك بعد تساقط السور الخارجي للمؤسسة وتصدع الجدران وتهالك السقوف والأرضيات.
وفي الوقت الذي لا زالت إدارة المؤسسة –وربما بدافع النقص الحاد في الفصول –تحاول استغلال الجزء الأقل تضررا من المبنى ودون أن تكلف نفسها محاولة ترميم الأجزاء المهترئة وتصليح الحجرات التي تآكلت أساستها وتشققت جدرانها تحت معول ارتفاع نسب الرطوبة والملوحة، وهشاشة الخامات المستخدمة في الأصل في البناء من الأسمنت المسلح وقضبان الحديد.
قد تكون تكلفة إزالة المباني الآئلة للسقوط باهظة مقارنة بفاتورة إنشاء حجرات مدرسية في الحيز غير المستغل من ساحة الثانوية وهو ما بدت مظاهر وجاهته مع اكتمال تشييد مرفق تعليمي على مقربة من المؤسسة لكن ذلك لا يبرر استمرار حالة اللامبالاة التي تنظر بها السلطات للوضع المزري للمؤسسة وبشكل لا يتناسب مع القيمة المعنوية والرمزية لمبنى عمومي موجه للتعليم والتربية.
إن استغلال الفضاء الذي تشغله المباني المهترئة، وإزالة الإنشاءات التي لم تعد قادرة على الصمود أمام عاديات الزمن أولى من البحث عن حلول أخرى لهذا المشكل الذي لا يؤرق إدارة المؤسسة فحسب بل ساكنة الحي الذي توجد به المؤسسة بعدما تحولت إلى مكب للأوساخ والنفايات، ومسارح مفتوحة أمام رواد جدد من الماعز والحمير.