أيحسَبُ أن لن يَقْدِرَ عليه أحد- فؤاد علوان

لا يَغُرَّنَّكَ أيها الصه.. يو...  ني المجرم أسلحتُكَ المتقدمة، ودباباتُكَ المتطورة، وطائراتُكَ المُسَيَّرة، والأخرى المدمِّرة،  وبارجاتك الصاعقة، ومدافعك الحارقة .. ولا يَغُرَّنَّكَ تَقَدُّمُ آلياتك في بعض المساحات من أرض غزة والضفة.
لا يَغُرَّنَّكَ تقلُّبُكَ في أرض فلسطين، أو تسليحُكَ المستوطِنين المجرمين، أو هدمُكَ المساكنَ، والمدارسَ، والمستشفيات، وأفرانَ الخُبزِ، ومحطاتِ الوقود.
لا يغرنك يا صهي ون ي رؤيةُ المدنيين منكوبين، مقتولين، أو مصابين، أو مُهَجَّرين، أو مجوعين، أو حُفاة، أو عُراة.
لا يَغُرَّنَّكَ استمتاعُكَ ببكاء الأطفال، وجراحات النساء، وانتشارُ الجثامين، وانعدامُ الدواءِ والماءِ والوقود.
إنها علاماتُ فشلِكَ الذَّريع، وأَماراتُ إخفاقِكَ المُريع، وخسارتِكَ الفادحة، وصورتِكَ المُتَرَنِّحة.
أنتم الفئران والجرذان عندما يظهر لكم رجال القسام وسرايا القدس .. فلا تستأسدوا على الأطفال والنساء أيها المناكيد.
لا يَغُرَّنَّكَ يا صهي و ني دعمُ الأمريكانِ لك، أو مساندة الأوربيين لك، ولا وقفةُ الهندي معك .. لا يَغُرَّنَّكَ سكوتُ العالم، وصمتُ الدول عن جرائمِك .. لا يغرنك عجزُ الأمم المتحدة والنظام الدولي، والفيتو الأمريكي، ولا يغرنك خذلانُ بعضِ الأنظمةِ العربيةِ لأهل العزة، أو الوضعُ المأساويُّ لكثيرٍ من الشعوب العربية، ولا يغرنك التطبيع والتلميع.
لا يغرنك اصطفافُ بعض الخونة في انتظار نتائج المعركة للفوز بحكم غزة.
لا يغرنك يا مجرم حِلْمُ الله عليك، وإمْهالُهُ لك.
اِعْلَمْ يا ملعون أن الله حيٌّ قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم .. يسمع أقوالك، ويرى أفعالك، ولكنه يُمْلي لك، ويمد لك، حتى إذا أخذك لم يُفْلِتْك. 
أَحْسَبُ أن الله يستدْرِجُك، حتى إذا جاء أمره لن تسأخروا ساعة ولن تستقدموا.
  كُلُّنا يقين أنَّ ما تفعلونه لا يَخْرُجُ عن مُرادِ الله، ونَحْسَبُ أن مُرادَ الله خير بإذنه- تعالى-.
يقينُنا أنَّ اللهَ يُدَبِّرُ الأمر، وأنَّ تدبيرَهُ كله خير، لأن الأمرَ كُلَّهُ بيدِهِ- جلَّ وعلا-، ويَقينُنا أنَّ اللهَ يُدَبِّرُ أمرًا عظيمًا لمصلحةِ هذا الدينِ وأمةِ الإسلام، وربما أراد الله أن يكونَ أهلُ غَزَّةَ هم دافعي الثمن، فاشترى منهم أنفسَهم وأموالَهم وديارَهم ثمنًا لهذا الأمر العظيم، وإنه لشرفٌ لهم عظيم.
 نعلمُ أن اللهَ يختار عبادًا  ويصطفيهم للشهادة، ولو خُيِّرَ الشهداءُ الآن لاختاروا أن يَرْجِعوا إلى الدنيا، فيستشهدوا مرةً تِلْوَ مرة؛ لما وجدوا ورأوا من ألوان النعيم والتكريم.
أما الذين ابتُلوا بالإصابات والجروح، والهدم والردم من أهل فلسطين فصبروا واحتسبوا، وأَعْطَوْا دروسًا في الصمود والثبات، فأولئك سيُوَفَّوْن أجورَهم بغير حساب بإذن ربهم.
أيها الصه يون ي المجرم، اِعْلَمْ أن معاركَنا وصراعاتِنا نحن- معشرَ المسلمين- لها مُعادَلةٌ غيرُ معادلتِكم، وحساباتٌ غيرُ حساباتِكم، فحساباتُنا لها أبعادٌ أُخْرويَّة.
 نحن- المسلمين- لا نُهْزَم، إنما ننتصر، أو نموت في سبيل الله، فنحن في كل أحوالنا فائزون بإذن الله. 
نعلم أن الصراع معكم هو بكل المقاييس صراعٌ بين الحق والباطل؛ فهو إذَنْ صراعٌ ممتدٌّ طويل، وجولاتُهُ كثيرة، وحلقاتُهُ متتابِعة، وهو صراعُ مَدٍّ وجَزْر، ولكن العاقبةَ دومًا للمتقين، وكما قال ربُّنا:" وكان حقًّا علينا نصرُ المؤمنين".
أيها الصه يو  ني المجرم الجبان، لن نَدَعَكَ تهنأ بمُقامِك، ولن نترُكَكَ تذهب إلى أهلك تتمطَّى، بل سنجعلُها لك بعون الله نارًا تلظَّى.
#فؤاد_علوان