لماذا يعد غزو غزة والتفكير في  احتلالها  "مرة واحدة وإلى الأبد" خطأ بالنسبة لإسرائيل؟- توماس افريدمن

عندما طلبت مراسلة التايمز الإسرائيلية إيزابيل كيرشنر مؤخرا من سائق دبابة الجيش الإسرائيلي، شاي ليفي، البالغ من العمر 37 عاما، وصف الغرض من الغزو الإسرائيلي الذي يلوح في الأفق لغزة، قال شيئا لفت انتباهي حقا. وقال إنه كان "لاستعادة الشرف لإسرائيل". "يعتمد المواطنون علينا لهزيمة حماس وإزالة التهديد من غزة مرة واحدة وإلى الأبد".

لفت ذلك أذني لأنني، على مر السنين، تعلمت أن أربع من أخطر الكلمات في الشرق الأوسط هي "مرة واحدة وإلى الأبد".

كل هذه الحركات الإسلامية الجهادية - طالبان وحماس وداعش والقاعدة والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحزب الله والحوثيين- لها جذور ثقافية واجتماعية ودينية وسياسية عميقة في مجتمعاتها. ويمكنهم الوصول إلى إمدادات لا حصر لها من الشباب المهينين، وكثير منهم لم يكن أبدا في وظيفة أو قوة أو علاقة رومانسية: مزيج مميت يجعل من السهل حشدهم من أجل الفوضى.

ولهذا السبب، حتى يومنا هذا، لم يتم القضاء على أي من هذه الحركات مرة واحدة وإلى الأبد. ومع ذلك، يمكن عزلهم وتقليصهم ونزع الشرعية عنهم وقطع رأسهم - كما فعلت أمريكا مع داعش والقاعدة. لكن هذا يتطلب الصبر والدقة والكثير من الحلفاء والبدائل التي لها شرعية داخل المجتمعات التي يخرج منها هؤلاء الشباب.

المصدر 
https://www.nytimes.com/2023/10/16/opinion/israel-gaza-war.html