لماذا استهدفت السلطات العسكرية محلات الموريتانيين في مالي- موقع الفكر

تواصل السلطات المالية حملات إغلاق ومصادرة وفرض ضرائب باهظة على التجار الموريتانيين في أغلب المدن المالية، وخصوصا في العاصمة باماكو.
ويتضرر من هذه الإجراءات مئات المستثمرين الموريتانيين، وآلاف من العمال الموريتانيين في الأسواق المالية.
ويأتي هذا الإجراء في وقت حظرت فيه مالي أيضا انتجاع المواشي الموريتانية في أراضيها، وهو ما ضاعف معاناة السكان الذين يعتمدون على التبادل التجاري والرعوي مع مالي
هل ترد مالي على تهجير مواطنيها من موريتانيا
لا يعرف على وجه التحديد سبب الحملة المفاجئة على التجار الموريتانيين، إلا أن الإعلام المالي مارس مستويات عالية من التحريض ضد موريتانيا خلال الأشهر الماضية، وخصوصا مع الحملة الموازية التي نفذتها موريتانيا ضد الأجانب  المقيمين على أرضها وتضرر منها عدد من الماليين الذين كانوا يتنقلون إلى موريتانيا دون الحاجة إلى تأشرة.
وبلغ الأمر حدته مع حملات موازية ضد موريتانيا لرئيس الجالية المالية المقيمة في نواكشوط، قبل أن يعرب الوزير المكلف بالماليين في الخارج عما يراه سوء معاملة تعرض له مواطنوه في موريتانيا
وقبل أشهر اخترعت السلطات المالية شعار السجل التجاري لتقوم بإغلاق مئات الدكاكين والمحلات الموريتانية في باماكو، وخصوصا في سوق بغداد في العاصمة الذي يسيطر عليه التجار الموريتانيون.
ولم يسلم من الإغلاق سوى ثلاث محلات لا أكثر كان أصحابها يملكون رقم السجل التجاري المطلوب.
لماذا لم يبرم البلدان اتفاقا للهجرة
لم يخف على المراقبين أن البلدين لم يصلا إلى تفاهمات بشأن وضعية المهاجرين واللاجئين، ففي الحين الذي أبرمت فيه نواكشوط اتفاقا تفضيليا مع دكار سمح للسنغاليين بالإقامة في موريتانيا بشروط مخففة، تضمن التزامهم بقوانين الهجرة الموريتانية، فإن نواكشوط وباماكو لم يصلا إلى أي تفاهم في هذا المجال
ووفق مصادر مطلعة فإن باماكو لم تبد أي رغبة لنقاش وضعية مواطنيها في موريتانيا، وشرعت في إجراءات مضادة موجهة ضد الجالية والمصالح الموريتانية في مالي.
ويأتي هذا التصرف وسط تصاعد الاتهامات من الإعلام الروسي والمالي للسفارة الأوكرانية في موريتانيا بنقل معدات وخبرات عسكرية عبر الأراضي الموريتاني إلى التنظيمات الأزوادية المناوئة للجيش المالي.
ومع تفاقم مختلف هذه الأسباب تبدو العلاقة بين البلدين مرشحة لهزات أخرى، وإن كان إصرار نواكشوط على تجاهل استفزازات الجارة الشرقية كفيلا بتخفيف ردات الفعل المالية.

الرئيس الحالي ليس بتلك البساطة التي يفكر فيها غلمان مالي، فقد استطاع أن يحوز في وقت واحد الرضا الإماراتي و الجزائري و أن يصمد أمام طلباتهم المختلفة وبصبره  الاستراتيحي أخرج ولد عبد العزيز من السلطة كما تسل الشعرة من العجينة.

يطرح كثيرون جدوائية استثمار الموريتاني في إفريقيا التي عرضته في كل مرة لنهب ثرواته من شباب هذه البلدان المتعطش للنهب والظلم وتحميل الآخر مشاكله الخاصة وعطشه وجوعه.

في مقابل مئات الموريتانيين تبتز الجارة الجنوبية موريتانيا حتى تفتح لها المصايد الغنية بالسمك بلا مقابل، دون أن تتقيد بأي اتفاق ودون أن تلتزم بمقتضيات الأخوة وحسن الجوار..